هل يترك جمهور الوحدات فريقه وحيدًا في أرض المعركة الآسيوية؟
يستمد فريق الوحدات آماله وقوته من قاعدته الجماهيرية الكبيرة، مع بدء العد التنازلي لافتتاح مشواره في دوري أبطال آسيا 2، حيث يمثل الأردن برفقة الحسين إربد في هذه المسابقة.
ويفتتح الوحدات مشواره في البطولة باستضافة فريق سباهان أصفهان الإيراني مساء الثلاثاء المقبل على استاد عمان الدولي، وسيكون مطالبًا بتحقيق الفوز على اعتبار أنه يخوض المواجهة في أرضه وبين جماهيره.
واستقر الفريق في المجموعة الثالثة في البطولة، والتي تضم أيضًا فرق الشارقة الإماراتي واستقلال دوشنبه الطاجيكي. وتم إطلاق أكثر من حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب الجماهير بضرورة مساندة فريقهم في مهمته الآسيوية، وبخاصة أن المباريات الماضية في الدوري المحلي ودرع الاتحاد شهدت تواصلًا لعزوف جماهير المارد الأخضر.
ولم يقدم الفريق الأخضر ما هو مقنع من الناحية الفنية بالمرحلة الماضية، وبالتالي لا يوجد ما يشجع الجماهير على الحضور والمساندة، وبخاصة بعد الخسارة القاسية التي مني بها الفريق في مستهل مشواره في بطولة الدرع على يد الحسين إربد 1-3.
ورصدت منصة winwin آراء جماهير المارد الأخضر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أظهرت تحفظها على المحترفين الأجانب الأربعة الذين تم تعزيز صفوف الفريق بضمهم، ولم تبد رضاها سوى عن المحترف السنغالي سيزار.
الوحدات من دون جماهيره ضعيف
يستلهم النادي قوته من جماهيره التي تؤجج روح العطاء بنفوس لاعبيها، والفريق سيكون أحوج ما يكون لهذه الطاقة الجماهيرية المحركة لقدرات الفريق، والتي تدفعه لبذل كل جهد ممكن.
ولا شك أن الفريق من دون جماهيره سيكون ضعيفًا من الناحية الفنية على وجه التحديد، إذ لم يكن مقنعًا طيلة الفترة الماضية التي عزفت فيه الجماهير عن حضور مبارياته في المسابقات المحلية.
وما يقلق النادي الأخضر الاعتقاد بأن هناك فئة تعمل ضد مجلس الإدارة بالخفاء، وتحاول إقناع الجماهير بطريقة أو بأخرى بمواصلة العزوف عن حضور مباريات الفريق.
ومنذ أكثر من 20 عامًا وجماهير النادي تنتظر أن يفلح فريقها في التتويج بلقب آسيوي، بعد سلسلة الإنجازات المحلية، لكنه يعاني من سوء توفيق في هذا الجانب، لتمضي السنوات ويبقى على خصام مع الألقاب الآسيوية.
ولأن اللاعب الأردني بطبيعته يعشق التحدي، وقادر على تذويب الفوارق الفنية مع منافسيه في حال حضرت الجماهير في أرضية الملعب، فإن الفريق الأخضر ينظر لأهمية المساندة الجماهيرية من هذا الجانب.
نقاط ضعف الوحدات
وفي حال تواصل الغياب الجماهيري عن الوحدات، فإن الفريق قد يعاني من الضعف، لا سيما أن أكثر من لاعب مؤثر قرر الرحيل لفريق آخر مع فترة الانتقالات الحالية، إذ اختار مهند أبو طه الاحتراف في الكرخ العراقي، ومحمد أبو زريق “شرارة” انتقل للشرطة العراقي، فيما فضل أنس العوضات الاحتراف مع النجمة البحريني.
كذلك فإن من يقود الفريق في البطولة الآسيوية رأفت علي، وهي تعد أول بطولة خارجية رسمية له كمدير فني، وبالتالي سيكون مطالبًا بالتركيز والتحضير الجيد للاعبين، وبما يضمن له تحقيق آمال جماهير “المارد الأخضر”.
ومن نقاط الضعف التي تشكل قلقًا لجماهير الوحدات، محدودية قدرات الفريق الدفاعية، فهو تعاقد مع المالي ديارا، من دون أن يتمكن من استقطاب مدافع محلي ذي خبرة، حيث ظهر وهن المنظومة الدفاعية في أكثر من مباراة.
وبالأرقام، فإن الفريق الأخضر خاض 3 مباريات في بطولة الدوري ومباراة واحدة في الدرع، ولم يستطع المحافظة على نظافة شباكه في أي مباراة من المباريات الأربع، وهي مهمة أساسية يتوجب على المدير الفني أن يكون عالجها في الأيام الماضية.
وسيكون مدرب الفريق رأفت علي أمام مفترق طرق في هذه البطولة، فالفرصة تبدو أمامه سانحة لإثبات قدراته التدريبية والفنية، ولا سيما أنه هو من أعد بنفسه الفريق منذ البداية، واختار لاعبي الفريق المحليين والمحترفين.
وحاول النادي إصلاح ما يمكن إصلاحه عبر الاستعانة بقدرات المدافع الدولي هادي الحوراني، لكن بعض الإداريين في مجلس الإدارة رفض هذه الصفقة لأسباب خاصة به، بحسب ما علمه winwin، ليتم بعدها الاعتذار من اللاعب.
هل يخالف الوحدات التوقعات؟
يتمتع فريق الوحدات عبر تاريخه بالخبرة الكافية لخوض المسابقات الآسيوية، وهو أول فريق أردني يشارك في دوري أبطال آسيا. وعادة ما يقدم لاعبو الفريق أداءً أفضل في البطولات الآسيوية مقارنة بالمحلية، وهذا هو الأمر الذي يراهن عليه النادي في دوري أبطال آسيا 2، وكذلك يراهن على المساندة الجماهيرية التي تعني للفريق الكثير، من حيث رفع الروح المعنوية للاعبين ليقدموا كل ما لديهم، لعل وعسى أن ينجحوا في استعادة ثقة جماهيرهم التي طالما شكلت الرقم الصعب في مسيرة النادي.
وفي حال نجح الوحدات في تحقيق الفوز على سباهان أصفهان الإيراني، فإنه سيضمن عودة الجماهير القوية في المواجهات المقبلة، فكل ما ترجوه الجماهير الخضراء للعودة إلى المدرجات هو تطور أداء الفريق فنيًّا وتكتيكيًّا، وتحقيق الانتصارات.
وتأمل جماهير الوحدات أن يكون فريقها عند الموعد، ويحقق بداية قوية تعيد إليه الأمل بإمكانية الذهاب بعيدًا في بطولة دوري أبطال آسيا 2.
وتسعى إدارة نادي الوحدات إلى توفير كل مقومات النجاح أمام فريقها، لأنها توقن في قرارة نفسها أن الإخفاق في هذه البطولة قد يولد غضبًا جماهيريًّا يبعدها عن المدرجات طيلة الموسم الحالي، وبالتالي تكون الخسارة كبيرة معنويًّا وماليًّا.
وفي العموم، تعد جماهير الوحدات وفية ومنتمية لناديها، وطالما وقفت إلى جانبه في أصعب الظروف، وعلى الجماهير الخضراء أن تدرك في هذه الظروف تحديدًا أن ثمة مسؤولية تقع عليها هي أيضًا، كتلك التي تقع على الإدارة والمدرب واللاعب على حد سواء، لذلك ينبغي ألا تتركه وحيدًا يصارع في أرض المعركة الآسيوية.