التخطي إلى المحتوى

أصلها مصري.. الحج وذبح الأضاحي والفتة موجودة على المقابر والمعابد

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

يحتفل المسلمون حول العالم، بعيد الأضحى المبارك، والذي يشرعون في ذبح الأضاحي أسوة بسنة سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد عليه السلام.

ملامح ذبح الأضاحي في مصر القديمة

عرف المصري القديم ذبح الأضاحي، باختلاف الهدف والمضحي له، حيث حرص المصريون القدماء على تقديم الأضحية وذبح الماشية بشتى أنواعها في المناسبات والأعياد الدينية عند المعابد، وذلك بهدف إرضاء الآلهة أو اتقاء غضبها، أو الوفاء بالنذور، أو الشكر على النعم وبهدف المباركة.

الخبش..طقوس المصريين القدماء عند ذبح الأضحية

ووفقا لمتحف إخناتون بالمنيا، التابع لوزارة السياحة والآثار، اتبع المصريون القدماء، الطقوس والشعائر في الأعياد والاحتفالات الهامة، وأطلق على هذه الطقوس في النصوص المصرية اسم “الخبش”، وهو فخذ الثور الذي كان يقدم كقربان أمام صور الموتى وعلى موائد القرابين في المناسبات الدينية المختلفة.

وقبل الذبح، اهتم المصريون القدماء بهذه الأضاحي من حيث التغذية والتسمين والرعاية وزينوها بالأكاليل الجميلة المتنوعة كي تليق بهذه الأعياد والمناسبات كما ورد في الكثير من الرسومات الموجودو على  الآثار المصرية القديمة.

وأبرز مثال على تقديم الأضحية، نموذج عثر عليه في مقبرة مكت رع بالأقصر يوضح الاهتمام بالأضاحي وعملية الذبح ومحفوظ حاليًا في متحف المتروبوليتان.

جرس في رقبة الثور

كما وضع المصريين، فى رقبة الثور “جرس” عند تقديم القرابين للآلهة، كعادة مصري قديمة  ليعلم كل الناس أنه سيقدم هذا العجل قربانا للآله، ويفسحون له الطريق، وأيضًا ليعلم الفقراء أن هناك أضحية فيذهبون إلي المعبد لنيل قدر من اللحم.

ومن الرسومات الموجودة على المعابد، يلاحظ سكب وعاء من الماء فوق الذبيحة فى نفس اللحظة التى يقوم فيها الجزار بعمله، فكان ظو أهم شىء عند المصريين القدماء هو النظافة، وتهيئة المكان بعد تنظيف الذبيحة، كطقس أساسي في تجهيز الأضاحى فى مصر القديمة، وأبرز ما يوضح مشهد ذبح الأضحي أيضا، مشهد من تابوت الملكة “عاشيت”.

البعث والخلود

يقول الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن المصريين القدماء كان يعلمون الثواب والعقاب، بل عرفوا أن هناك حياه بعد الموت أطلقوا عليها البعث وألخلود، فكانوا دائما يبحثون عن عمل الخير بشتي الطرق، فنجد أن المصريين القدماء  عرفوا الحج، وكانت لهم بعض المناسك المشابهة لتلك التي يمارسها المسلمون.

طقوس الحج لدى الفراعنة

ويتابع “عامر”، أنه لم تعرف الكتابة المصرية القديمة كلمة محددة تشير لمفهوم الحج، وكانت رحلة الحج تتم لمنطقة العرابة المدفونة “أبيدوس” في محافظة سوهاج، وذلك لوجود معبد “خنتى أمنيتى”، ونجد المناظر المسجلة علي جدرانه واحده من أهم المصادر التى تفيد فى دراسة الخدمة اليومية التي كانت تجرى لهذه الآلهة داخل المعبد، حيث نجد مدينة أبيدوس القبلة الرئيسية للحجاج في مصر القديمة، هذا وقد حرص المصري القديم على زيارة الـ “ك_با”، وهي تقابل “الكعبة” الخاصة ب”أوزير” أثناء حياته في رحلات يستخدم فيها المراكب.

موعد الحج عند القدماء المصريين

ويوضح، أن موعد رحلة الحج كان اليوم الثامن من الشهر الأول من فصل الفيضان، حيث كانت إحتفالات “أوزير” تجرى فى الشهر الأول الفيضان، ويتواكب مع عيد “أوزير” الذى يستمر من الثامن من الشهر الأول الفيضان حتى يوم السادس والعشرون من نفس الشهر والليلة الكبيرة في يوم إثنان وعشرون من نفس الشهر، أما عن الملابس ف بدراسة الملابس المستخدمة في الحج الإسلامي والفرعونى، فإن الملابس تعتبر جزءًا هامًا من المناسك الإسلامية، وهي ذات اللون الأبيض وهي نفس الملابس المستخدمة في مناظر الحج الفرعوني إلى منطقة “أبيدوس”، ومدون الكثير من هذه المناظر على جدران المقابر سواء الأفراد أو النبلاء.

ويستكمل، أنه مناظر رحلة الحج إعتبرت شيئاً حرص المصري على تسجيل مناظرها على جدران مقبرته، كما نجد أن اللون الأبيض يمثل الصفاء والتسامح والتقوي والورع والسمو والغفران من الذنوب، والأبيض في الهروغليفية “حدج”، كما أن هناك العديد من المناظر التي صورت مناظر الحج الفرعونية، حيث تظهر تغطية الحجاج الكتف اليسرى دون الكتف اليمنى، وربما لما يحمله اللون الأبيض من قيم عالية، وأن الجانب اﻷيسر من الجسد الذي يغطيه الحاج يحتوي على القلب.

الأضاحي عند المصريين القدماء

ويؤكد، أن المصريين القدماء أول من عرفوا الأضاحى كنوع من أنواع التقرب للآلهة، كما عرفوا إهداء الأضاحي وتقديم القرابين بأشكال وأنواع متعددة، وكان الهدف من تقديم هذه القرابين هو رضا الآلهة وإنتشار الرخاء في الدولة، كما أن مفهوم تقديم الذبيحة كان الغرض منه التقرب إلى الآلهة الموجود في الأديان كلها، ويتشابه تقديم القرابين بشكل كبير مع التي كانت تُقدّم في المعابد المصرية، كما أنالمصريين القدماء جسدوا عملية الذبح على جدران المعابد والمقابر، حيث تم تجسيد مشاهد تحضيرات الثيران للتضحية وهى فى طريقها للذبح، فكان يقوم بعملية الذبح الجزار ومساعدة، تحت إشراف رئيس الجزارين، وتتم عملية الذبح، ثم بعد ذلك يتم تجفيف اللحوم، ثم تتم بعد ذلك أعمال التنظيف بعد الذبح، كما أن المصريون القدماء كان يتلون تسـابيح وصلوات قبل وأثناء ذبح الأضحية، والدليل على ذلك هذا مشهد من مقبرة  الكاهن “مننا” بالأقصر والتي تصور كيف كان المصريون القدماء يذبحـون الثور ويقدمونه كقربان، وقبـل الذبح يطعمونه ويسقونه المياه ويضعون على عيونه رباط من الأقمشة حتى لا يرى السكين وخاصة فى الأضاحى الكبيرة كالثيران، وكانت الأضحية تُقسم إلي ثلاثة أجزاء، ثلثها لكهنة المعبد خاصة الفخذ الأيسر، والثلث لأصاحبها، وثلث يوزع للفقراء، كما كانت القرابين تُقَدَّم وفق طقوس خاصة، وفي محافل مقدسة.

وإستطرد الخبير الأثري أن المصريين القدماء عرفوا “الفته”، فقد كانوا يأكلوها بعد أن يقومون بوضع الخبز المقطع على مرق اللحوم واللبن، ومن هنا جاء تسميتها بـ “الفتة” حيث أنها كانت تُصنع من فتات الخبز، المضاف إليه الأرز ومرقة اللحم أو اللبن، كما أن أول وصفة فتة عرفها التاريخ حكتها نقوش معبد “سوبيك”، التي تشير إلى قصة الكاهنة المصرية “كارا” التي ذبحت خروفا، وقامت بحشوه بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلي، وفتتت فيه قطع العيش، وأضافت لها المرق والثوم والخل والبصل وقطعته ووزعته في عيد الإله.

أصلها مصري.. الحج وذبح الأضاحي والفتة موجودة على المقابر والمعابد

رابط مصدر المقال