أول يوم مدارس.. بين رهبة البداية وحماس اللقاء
عبر تطبيق
مع بداية حلول العام الدراسي الجديد، تعيش الكثير من الأسر المصرية حالة من الترقب المختلط بالفرح والخوف، حيث يعد هذا الوقت من السنة فرصة للطلاب للعودة إلى مقاعد الدراسة أو البدء بها للمرة الأولى، فبالنسبة للآباء والأمهات، تتنوع المشاعر ما بين الرغبة في رؤية أطفالهم يحققون النجاح الأكاديمي، وبين القلق من المسؤوليات والتحديات التي قد تواجههم في الفصل الدراسي.
ففي صباح اليوم الأول من العام الدراسي، تنتشر البهجة في الشوارع، حيث يمكن ملاحظة ابتسامات الأطفال وحقائبهم الجديدة المزينة بالشخصيات الكرتونية المفضلة، وبعض الأطفال يبدون متحمسين للقاء أصدقائهم القدامى والتعرف على زملاء جدد، بينما تظهر على البعض الآخر علامات التوتر والخجل، خاصةً من أولئك الذين يبدأون رحلتهم التعليمية لأول مرة في رياض الأطفال أو الصفوف الأولى.
تقول السيدة فاطمة، أم لطالب في الصف الأول الابتدائي، إن ابنها كان متحمسًا للغاية للذهاب إلى المدرسة، ولكن مع اقتراب الموعد، بدأ يشعر ببعض القلق، قائلة “لقد كانت لديه تساؤلات كثيرة، هل سيكون المدرسون لطفاء؟ هل سيتمكن من تكوين صداقات؟ كان لدي نفس المخاوف، لكنني حاولت أن أطمئنه وأشجعه على هذه المرحلة الجديدة من حياته”.
ولا يقتصر هذا المزيج من الفرح والخوف على الطلاب وأولياء الأمور فحسب، بل يمتد أيضًا إلى المدرسين، فأوضحت الأستاذة مريم، مدرسة في إحدى المدارس الابتدائية، أن الاستعدادات للعام الدراسي الجديد تتطلب الكثير من الجهد، خاصة مع ضرورة تهيئة البيئة التعليمية لجذب انتباه الأطفال وتحفيزهم على التعلم، مضيفًة “نحن نسعى دائمًا لتزيين الفصول الدراسية بالألوان والرسومات التي تضفي جوًا مرحًا وتجعل الطلاب يشعرون بالراحة والسعادة”.
ولم تكن هذه الأجواء المبهجة في المدارس من فراغ، فقبل بدء العام الدراسي بأسابيع، بدأت الإدارات المدرسية بتجهيز المدارس وإعدادها لاستقبال الطلاب، حيث تم تجديد الفصول، تنظيف الساحات، ووضع اللمسات الأخيرة على الأنشطة المدرسية التي ستساهم في تعزيز روح المشاركة والتعاون بين الطلاب، وأعرب الأستاذة ليلى عن امتنانها بتلك الخطوات، قائلة إن الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، مثل ترتيب الفصول وزراعة الأشجار في الساحات، يساعد في خلق بيئة محببة للأطفال ويشجعهم على حضور المدرسة بشغف.
وكان للأهالي دور كبير في التحضير لهذه المناسبة، فقبل بداية العام الدراسي، كانت الأسواق مكتظة بالعائلات التي تشتري الزي المدرسي، الحقائب، والأدوات المدرسية، حيث يقول السيد أحمد، والد لطالب في المرحلة الإعدادية: “شراء المستلزمات المدرسية أصبح طقسًا سنويًا بالنسبة لنا مهما تقدم أبنائنا في المراحل الدراسية، وهو من أكثر الأشياء التي تحمس أطفالي للذهاب إلى المدرسة”، ومن جهة أخرى، كان هناك اهتمام كبير من الجهات الحكومية لضمان سلامة الأطفال خلال اليوم الدراسي، حيث تم التأكيد على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية لضمان بيئة صحية وآمنة لجميع الطلاب.
يبدو أن العام الدراسي الجديد يحمل في طياته العديد من الفرص، سواء للأطفال الذين يتطلعون لاستكشاف عوالم جديدة من المعرفة أو للمدرسين الذين يسعون لتحقيق رسالتهم التعليمية بأفضل صورة، وبينما تستمر التحديات المتمثلة في التوفيق بين الدراسة والنشاطات الأخرى، يبقى الحماس هو العنوان الأبرز في استقبال العام الدراسي الجديد.