التيك توك يهدد قيم الأسرة.. وخبير نفسي يحذر من انفجار داخلي بسبب المحتوى
عبر تطبيق
في عصر التكنولوجيا المتسارعة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها تيك توك، جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب والمراهقين، ومع انتشار محتوى البلوجرز والمؤثرين على هذه المنصات، بدأت تظهر مخاوف كبيرة بشأن التأثير الذي يتركونه على الأجيال القادمة، يبدو أن “البلوجر” أصبحوا بديلًا غير آمن للأدوار التقليدية التي كان من المفترض أن يقوم بها أولياء الأمور في توجيه أبنائهم، مما يثير جرس إنذار واضح حول القيم التي تُغرس في عقول هؤلاء الشباب، في ظل هذه المعطيات، تظهر الحاجة الملحة إلى تدخل الآباء لضبط سلوكيات أبنائهم الرقمية، قبل أن تصبح ثقافة الشهرة السريعة هي القدوة والمثال الأعلى لهم.
ووفقًا لدراسة أجرتها جامعة القاهرة في عام 2023، أظهرت النتائج أن 60% من المراهقين الذين يستخدمون تيك توك بشكل يومي يعانون من تأثيرات سلبية على صحتهم النفسية، بما في ذلك زيادة مستويات القلق والاكتئاب.
انفجار داخلي منتظر
قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي لـ( البوابة نيوز) ان هناك انفجار داخلي منتظر بسبب مساوئ تطبيقات التواصل الاجتماعي وخاصة تطبيق التيك توك ولا أحد سيستطبع الافلات من هذا الانفجار، ويجب منعه نهائيا لأن المجتمع في حالة عدم استعداد لصد الافكار المتدنية والاخلاقيات المنحطة الصادرة منه، التي تهدد الهوية المصرية وتقضي على اي انتماء لدى المجتمع وخاصة لدى الجيل القادم سواء انتماء للأسرة واو للدين او للمبادئ، والبعض يربط هذا الانهيار الذي يحدث داخل المجتمع بسبب الازمة الاقتصادية وهذا غير صحيح فنحن نعني من هذا كله بسبب الازمة الاخلاقية.
كما شدد على ضرورة مراقبة اولياء الامور للأبناء وكل ما يخصهم من تغيرات طرأت عليهم او ما يشاهدونه ويجب الا يمر اي شئ غريب وغير اخلاقي يروه على هذا التطبيق مرور الكرام، فيجب الوقوف عندها والجلوس مع الطفل او المراهق ومناقشته وإقناعه بأن لا يمكن الإعتياد على مثل هذة المشاهد المتكررة على تلك المنصات، مشيرا الى ان كثيرا من اولياء الامور يعتقدون ان دورهم يقتصر على الإنفاق ومتابعة الدراسة ومهمشين نهائيا دورهم الرئيسي الذي يجب ان يسبق اي شئ وهو النصح والإرشاد، تاركين ابناءهم فريسة وضحايا لهذا التطبيق ومحتواه، مضيفا الى ان هناك برامج تليفزيونية تستضيف المشهورين على التيك توك فتساهم في انتشار هؤلاء القدوة السيئة للمراهقين وشباب أكثر.
بينما قالت الدكتورة ” هالة مصور” استاذ علم الاجتماع لـ( البوابة نيوز) ان بعض اولياء الامور اصبحوا ايضا شركاء في محتوى تطبيق التوك السيئ بحثا عن المكسب المالي وما يعرف حاليا بالشهرة السلبية، وفي مقابل المكسب اصبح كل شئ مباح دون النظر للمبادئ والاخلاق والدين، فإنتقل دور هؤلاء الاباء من دور الرقيب والراعي لجاني في حق نفسه وفي حق النشئ المسؤول عنه، وتزداد هذة الظاهرة مع ضعف الوعي وضعف الشعور بالقيمة وضعف احترام الخصوصية، ومع محتوى هذا التطبيق يتحول هذا الضعف انعدام.
المشاركة السلبية
نوهت ( منصور) ان هناك ما يعرف بالمشاركة السلبية، وهو ليس بالضرورة ان يشارك اولياء الامور بمحتوى على تطبيق التيك التوك ولكن مجرد ان يتركوا ابناءهم يشاهدون ما يعرض عليه، واحيانا يشاهدونه امامهم وبرفقتهم، وهو ما يعتبره الابناء بشكل تلقائي تشجيع وقبول لهذا المحتوى، واعتياده فيما بعد وتقليده مستقبلا في الواقع.