مساحات

مساحات نيوز| الدكتور محمد بكر يكتب: -Super Cow» البقرة الخارقة – كتاب الرأي مساحات نيوز

الدكتور محمد بكر يكتب: -Super Cow» البقرة الخارقة – كتاب الرأي

لقد أمضينا العديد من السنوات فى دراسة الأبقار الحلابة، وسافرنا من مشارق الأرض لمغاربها، وعلمنا الكثير عنها، وما زال هناك العديد من المعلومات الهامة عن الأبقار نتعلمها يوماً بعد يوم، فالأبقار لديها 4 غرف فى جهازها الهضمى هى الكرش والشبكية والورقية والأنفحة، وتقوم بعملية الهضم الميكروبى (فى حين أن الإنسان لديه معدة واحدة فقط ويقوم بالهضم الإنزيمى). وتُعتبر الأبقار أحد أنواع المجترات، أى التى تقوم بعملية الاجترار Rumination (عودة الغذاء من الكرش إلى الفم بعد بلعه ومضغه وإعادته مرة أخرى للجهاز الهضمى)، وتُعتبر هذه العملية هامة جداً للحفاظ على درجة الأس الهيدروجينى لسائل الكرش فى الحدود المثلى (pH 6.5-7) وتسمح بنشاط العديد من البكتيريا النافعة بالكرش، وخاصة بكتيريا السليوليتك (التى تهضم السليلوز والألياف)، وتستطيع البقرة الناضجة أن تُنتج يومياً أثناء الاجترار كمية تتراوح بين 150 و200 لتر لعاب، هذا اللعاب القلوى يحتوى على 1 – 3 كجم بيكربونات صوديوم لمعادلة حموضة الكرش ومنع إصابة الأبقار بمرض الحموضة (عند حدود معينة)، ولو توقفت عملية الاجترار لتوقف الهضم ولاقت الأبقار جميعاً هلاكها الحتمى.

أكثر من 60% من البروتين الذى تأكله الأبقار يتكسر ويتحول داخل الكرش إلى أمونيا، وتقوم الكائنات الحية بتحويل هذه الأمونيا، من خلال سلسلة من عمليات الهضم والتمثيل الغذائى، إلى بروتين ميكروبى عالى القيمة الحيوية تستخدمه الأبقار فى إنتاج اللحوم والألبان، فى حين أن نحو 40% من البروتين المأكول يهرب من التكسر بالكرش ويتجه إلى الأمعاء بطريقة أصبحت محل اهتمام العديد من العلماء والمتخصصين فى علم تغذية الحيوان والعلوم المرتبطة به لمحاولة حماية البروتين الذى تأكله الأبقار أو بعض الأحماض الأمينية الضرورية من التكسر بالكرش، ولتحقيق هذا الهدف أجريت العديد من التجارب العلمية والمشاريع البحثية لسنوات عديدة وأُنشئ العديد من المصانع الدولية والمحلية لمحاكاة هذه الخاصية الربانية المجانية التى منحها الله للأبقار والمجترات عموماً بهدف إنتاج بروتين -أو أحماض أمينية- محمى من التكسر بالكرش.

وبدراسة لمعرفة كيف تقضى الأبقار الحلابة يومها، وجد العلماء أن البقرة تقضى يومياً نحو 13 ساعة فى الرقاد والراحة (يتم تخليق جزء كبير من اللبن خلال تلك الفترة) منها 4 ساعات نوم عميق تقريباً، 4 ساعات فى تناول الغذاء، 3 ساعات حليب، 3 ساعات اجتماعيات (تُكوِّن الأبقار صداقات اجتماعية قوية كما أنها تشعر بالقلق والتوتر عند عزلها عن باقى صديقاتها أو نقلها لمكان جديد) و1 ساعة فى شرب الماء فى المتوسط، كما وُجد أن البقرة ترقد يومياً 12-15 مرة، ولو تمت زيادة مدة الرقاد كل مرة 30 ثانية فقط فإن هذا يعنى زيادة مدة الرقاد والراحة نحو 41 ساعة سنوياً، ووُجد أن كل ساعة راحة تخلق الأبقار فيها نحو 1.7 لتر لبن، ما يعنى أن زيادة مدة الراحة نصف دقيقة فى كل مرة رقاد ستؤدى إلى زيادة تخليق اللبن 1.7 لتر*41 ساعة = 70 لتراً تقريباً، وبما أن متوسط سعر كيلو اللبن من المزارع الآن نحو 20 جنيهاً، فإن راحة الأبقار قد تمنحك سنوياً 1400 جنيه لكل بقرة أى 1.4 مليون جنيه سنوياً زيادة لكل مزرعة تمتلك 1000 رأس من الأبقار الحلابة وتوفر لهم سبل الراحة المناسبة.

تمتلك الأبقار ذاكرة قوية طويلة المدى تُمكنها من تذكُّر العديد من المواقف والأشخاص والحيوانات الأخرى لفترات طويلة، وتمتلك حاسة تذوق وحاسة شم قوية تُمكنها من اكتشاف مواقع الطعام ورصد بعض التهديدات، كما أنها تتمتع برؤية بانورامية بزاوية 300 درجة تقريباً تساعدها فى اكتشاف المخاطر.

البقرة مصنع، مواده الخام الأعلاف المركَّزة والخشنة من دريس وأتبان، ومنتجه النهائى لحوم وألبان عالية القيمة الغذائية والحيوية، وما زالت هناك أسرار نكتشفها يوماً بعد يوم عن -الأبقار الخارقة Super cow».


الدكتور محمد بكر يكتب: -Super Cow» البقرة الخارقة – كتاب الرأي

رابط مصدر المقال

Exit mobile version