المسرح اللبناني.. صوت المقاومة والفن في زمن الأزمات
عبر تطبيق
المسرح اللبناني يعد جزءًا حيويًا من التراث الثقافي اللبناني، حيث يعكس التنوع والتعقيد الذي يميز المجتمع اللبناني، ويمتاز المسرح بأعماله التي تناقش قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية، مبرزًا الصراعات والتحديات التي يواجهها البلد.
نصوص خففت من هموم الجمهور اللبناني
وفي ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، يبرز دور المسرح كوسيلة للتعبير عن معاناة الشعب وتوثيق الأحداث التاريخية، تتناول الأعمال المسرحية الراهنة التوترات السياسية وتأثيرها على الهوية اللبنانية، مما يجعل الفن وسيلة للشفاء والتضامن في أوقات الأزمات.
من خلال تناول هذا الموضوع، نستكشف كيف يمكن للمسرح أن يكون منصة للتفكير النقدي ووسيلة لتعزيز الوعي بالقضايا الوطنية والإنسانية في لبنان.
مسرح سينما أورلي
مسرح سينما أورلي من المسارح التي افتتحت في السبعينات واستمرت في أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، فكانت بدايتها في العام 1975، لكنها أغلقت في التسعينات بسبب تأثر تلك المسارح بالعواقب الاقتصادية للحرب.
وكانت مسرحية -المرسلياز العربي» حققت نجاحًا كبيرًا، لأن الناس أحبت الفنان أنطوان كرباج، فهو يعرف كيف يختار الأدوار التي تناسب شخصيته، ونراه في هذه المسرحية يعمل مرة أخرى مع نفس مجموعة الأشخاص الذين برعوا في إنتاج المسرح في السبعينات والثمانينات.
المسرحية من بطولة أنطوان كرباج، موسيقى زياد رحباني، ديكور وأزياء غازي قهوجي، ومن تأليف محمد الماغوط، وإخراج يعقوب شدراوي.
زلمك يا ريس
مسرحية -زلمك يا ريس» من بطولة أنطوان كرباج، إعداد وإخراج جلال خوري، الذي يعد أحد مؤسسي المسرح اللبناني السياسي، وقد رعى هذه المسرحية أحد القادة السياسيين، أمين الجميل، زعيم حزب الكتائب اللبنانية في ذلك الوقت، والذي أصبح رئيسا للجمهورية اللبنانية فيما بعد، وتم انتقاد المسرحية والمخرج جلال خوري بشدة، لأنه انتقل من اليسار السياسي إلى اليمين السياسي بعد هذه المسرحية.
أبو علي الأسمراني
قدمت مسرحية -أبو علي الأسمراني» على خشبة مسرح وسينما أورلي، وتعتبر نجاحًا آخر في العصر الذهبي للمسرح اللبناني، من بطولة نضال الأشقر، وأنطوان كرباج، وإخراج الأرمني التركي بيرج فاسيليان، الذي وجد في لبنان الحرية التي فقدها في تركيا، فتفوق في هذا العمل، وتضمن العمل بعضًا من أفضل أغاني زياد الرحباني.
المهرج
-المهرج» هي مسرحية أخرى من إخراج يعقوب الشدراوي في العام 1974م، والذي ادعى أنه من الصعب العثور على نصوص محلية جيدة للمسرح في العالم العربي، باستثناء نصوص المؤلف والشاعر السوري محمد الماغوط، الذي اشتهر بأسلوبه الساخر في الكتابة.
حققت مسرحية -المهرج» نجاحًا كبيرًا، فقد تناول قضايا تتعلق بالأمة العربية ككل، ومحاربة الفساد، وضياع فلسطين وغيرها من الأراضي العربية المحتلة، فكانت المسرحية بمثابة دعوة إلى تغيير في السياسة العربية وتحديثها وتطويرها، وتعد بداية جيدة للكاتب محمد الماغوط الذي استمر بكتابة العديد من المسرحيات في لبنان وفي العالم العربي.
الأمير الأحمر
-الأمير الأحمر» مسرحية أخرى من إنتاج الفنان اللبناني أنطوان كرباج في عام 1972، التي قدمت في الجامعة الأمريكية ببيروت، وكانت في الأصل قصة للمؤلف اللبناني الشهير مارون عبود، ثم تم تحويلها بشكل رائع إلى مسرحية من إخراج يعقوب الشدراوي، المعروف بصانع العصر الذهبي للمسرح اللبناني.
وتسلط القصة الضوء على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها القرى اللبنانية، في معركة بين الخير وسلطة الشر المحدقة بالقرويين المتواضعين في بحثهم عن كرامة ضائعة، ويسلط الضوء أيضا على جوانب عديدة من حياة القرويين اللبنانيين في الستينات والسبعينات، مثل العلاقة بين الرجال والنساء، والدور الاجتماعي للكنيسة، وتأثير النظام الضريبي غير العادل في ذلك الوقت، بالإضافة إلى معالجتها لقضايا أخرى.
الديكتاتور
يعتقد الفنان اللبناني أنطوان كرباج أن المسرح هو مرآة المجتمع ويجب أن يعكس مشاكله الاجتماعية، حيث يعد كرباج من رواد الفنون المسرحية في اللغة العربية المحكية “العامية” وليس في اللغة المكتوبة -الفصحى».
وكانت مسرحية -الديكتاتور»، التي عرضت في أبريل 1972م على مسرح غولبنكيان بكلية بيروت للبنات، وهي إحدى المسرحيات التي كتبها عصام محفوظ، وقدم خلالها مفهومًا جديدًا للمسرح اللبناني، فعرض حوارًا مكثفا لمدة ساعتين في اللغة اللبنانية المحكية بين الديكتاتور ومساعده في ديكور متواضع، وتعكس مسرحية -الديكتاتور» واقع كل سياسي عربي ميسور الحال، بينما الناس تتضور جوعا تحت الحصار، والعمل من تمثيل أنطوان كرباج، ميشال نبعه، وإخراج ميشال نبعه.
نمرود
كانت مسرحية -نمرود» واحدة من حوالي 12 مسرحية من إخراج روميو لحود، التي عرضت على خشبة مسرح الإليزيه في الأشرفية أحد المسارح القليلة في لبنان عام 1980، التي لم تغلق خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ومن بطولة أنطوان كرباج، وإخراج روميو لحود.
ابتسم أنت لبناني
قدمت مسرحية -ابتسم أنت لبناني» عام 1995 في لبنان، ومن بطولة أحمد الزين، وفداء نون، وتأليف وإخراج يحيى جابر.
وتدور أحداثها حول روز المسيحية المتزوجة من الصحفي الشيعي عبدالله حازم -نكاية بأهل الطوائف»، حيث تواجه العائلة مشكلة كبيرة إذ تضطر لترك الغرفة التي تسكن فيها نتيجة تحويل المبنى لفندق، كان من المفترض أن تكون الممثلة السورية صباح الجزائري بطلة العمل إلى جانب أحمد الزين لكن لم يكتب النجاح لهذا الفكرة وحلت فداء نون مكانها.
البوسطجي
عرضت مسرحية -البوسطجي» في العام 1997 بلبنان، ومن بطولة الفنانين: كريم أبو شقرا، جوزيف عازار، باتريك مبارك، ميلاد رزق، ومن تأليف كريم أبوشقرا، وإخراج زهراب يعقوبيان.
العمل كوميدي غنائي وطني، أدى فيه أبوشقرا دور ساعي البريد بين اللبنانيين والمقيمين المغتربين في ظل الحرب وصعوباتها، وكانت مقدمة المسرحية بصوت الشاعر الراحل سعيد عقل، أما كلمات الأغاني فكتبها الراحل جورج جرداق، ولحنها إيلي شويري والراحل ملحم بركات، قبل بدء عرض “البوسطجي”، أعلن كريم أبوشقرا اعتزاله مسرح الشانسونييه إلى الأبد، لكنه لم يلتزم بوعده وقدم في العام التالي مسرحية -أنا الديك بالكسليك».