النائب علاء عابد يكتب: حكمة الرئيس.. زيارة تركيا دليل جديد – كتاب الرأي
يسألونك لماذا يصمت الرئيس ولماذا يصبر الرئيس؟ يسألون بغير علم وتمر الأيام ويأتى الجواب ومرة أخرى إنها حكمة الرئيس عبدالفتاح السيسى وأن الصمت والصبر ما كان سوى حلم وحكمة وهدوء الواثق من رؤيته للمستقبل.
جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأولى من نوعها إلى تركيا منذ توليه الحكم وبعد ما يقرب من 12 عاماً دليلاً جديداً على حكمة الرجل، فرغم المؤامرات والمخططات والأموال التى أنفقت واللجان الإلكترونية لاستمرار إفساد العلاقات وجعل تركيا منصة الهجوم على مصر، فإن الطائرة الرئاسية التى هبطت منذ أيام على الأرض التركية رغم السنين كانت خير رد وجواب.
زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتركيا جاءت بعد زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى مصر فى فبراير الماضى بعد نحو عقد من القطيعة.
ولا شك أن عودة العلاقات المصرية التركية تمثل أهمية كبيرة على كافة المستويات، خاصة على المستوى الاقتصادى، فقد شارك الرئيس السيسى فى اجتماع المجلس الاستراتيجى بين مصر وتركيا وتم عقد عدد من الاتفاقيات المهمة بين البلدين لزيادة التعاون الاقتصادى بزيادة الاستثمارات وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين والذى يبلغ 10 مليارات دولار، ومن المستهدف أن يزيد إلى 15 مليار دولار وتبادل الاستثمارات ودعم الاستثمارات المشتركة خاصة فى المجال السياحى كأحد القطاعات الواعدة بين البلدين، إضافة للمشروعات الزراعية والصناعية ومشروعات الطاقة المتجددة بمختلف أنواعها وهو ما يحقق نقلة نوعية فى التعاون الاقتصادى.
ومن الناحية السياسية تُعد الزيارة وعودة العلاقات أحد أهم الأحداث مؤخراً فى الشرق الأوسط فى ظل التحول الكبير ورسم التكتلات والتحالفات الجديدة فى المنطقة، خاصة أن مصر وتركيا هما القوتان الأكبر والأكثر تأثيراً فى الإقليم سينعكس ذلك على كثير من القضايا والملفات والتى تحتاج إلى اتحاد موقف أكبر دولتين فى الإقليم لما لهما من ثقل دولى فى التأثير فى معظم القضايا والملفات.
والزيارة جاءت فى توقيت مهم وحاسم من دون شك يشهد فيه العالم والمنطقة تحديات وظروفاً غير مسبوقة تتطلب التشاور والتنسيق، خاصة أن هناك اتفاقاً كبيراً فى الرؤى والمواقف بين مصر وتركيا فى معظم الملفات، وهو ما سينعكس إيجابياً بدون شك على المنطقة ككل وليس فقط على المستوى الثنائى، خاصة توحيد الجهود لدعم القضية الفلسطينية، وحشد قوى دولية للضغط على المجتمع الدولى للتدخل من أجل وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة ومواجهة الانتهاكات التى تقوم بها، واستمرار محاولات -نتنياهو» فى عرقلة مسار مفاوضات السلام ومنع دخول المساعدات الإنسانية ومواجهة غطرسة إسرائيل.
الآن يعى الجميع ما قاله الرئيس منذ أكثر من 10 سنوات من أن محاولات أهل الشر لن تفلح، لأن مصر كبيرة الآن تعى تركيا أن القرار الصائب هو العودة لمصر وأن السيسى بطل أنقذ مصر من براثن الشر وظلمات المجهول وحمل رأسه على كفه مع ثورة 30 يونيو من أجل الشعب ووقفت القوات المسلحة وقتها موقفاً لن ينساه التاريخ من أجل الانحياز لأبناء الوطن.
ومرة أخرى، فإن الزيارة التى قام بها الرئيس التركى لمصر منذ شهور ودعوة الرئيس السيسى لزيارة تركيا وعودة الصداقة تؤكد صواب الموقف المصرى ورؤية الرئيس السيسى الصحيح والذى لم ينطق يوماً بسوء على تركيا أو رئيسها، لذلك وقف خلال الزيارة كحالة دائما منتصب القامة عزيزاً بعزة وشرف.
لم يكن الرئيس السيسى فى كل تصريحاته إلا عف اللسان، دمث الخلق، هادئ الطبع، يتعامل بشرف وهو ما حدث مع قطر، رغم ما كان من خلافات أو تركيا رغم الهجوم وقتها إلا أن الرئيس تعامل بحكمة وروية دائماً، ولكن دائماً ما كان مع الصبر، لا يخلو من قوة وحزم، خاصة إذا تعلق الأمر بأمن مصر وشعبها.
فالسيسى الذى واجه بصبر وحكمة ما قالته تركيا لسنوات هو نفسه مَن وقف عندما هددت تركيا الأمن القومى المصرى فى ليبيا وقالها بحزم: -مصر خط أحمر»، وإنه لا يصبر ولا يتهاون أبداً فى حق مصر وأمان واستقرار شعبها، وهذا أيضاً من الحكمة.
* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب