بين السطور.. صناعة البرمجيات ركيزة التحول الرقمى والتنمية الاقتصادية
آراء حرة
عبر تطبيق
تعد صناعة البرمجيات اليوم من الركائز الأساسية التي تقود التحول الرقمي العالمي، وهي القوة الدافعة خلف التقدم التكنولوجي والابتكار في شتى المجالات. وفي مصر، تبرز هذه الصناعة كواحدة من القطاعات الأكثر حيوية وأهمية لمستقبل الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل توجه الدولة نحو “الرقمنة” ورفع كفاءة البنية التحتية التكنولوجية.
اليوم، يشهد العالم نموًا هائلًا في صناعة البرمجيات، والتي أصبحت العمود الفقري للاقتصادات الرقمية. مع توقعات بأن تصل قيمة هذه الصناعة إلى أكثر من 2.2 تريليون دولار بحلول عام 2034، يجب على مصر استغلال هذه الفرصة الذهبية، فالدعم الحكومي والابتكار في مجال التكنولوجيا يمكن أن يجعلا مصر لاعبًا أساسيًا في هذه السوق العالمية.
لا يمكن الحديث عن تعزيز صناعة البرمجيات في مصر دون الإشارة إلى دور “الابتكار” في دفع عجلة النمو فالتزام الدولة بتطوير “البنية التحتية الرقمية” وتعزيز القدرات المحلية في مجال التكنولوجيا يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف.
ومشاريع مثل مراكز الإبداع الرقمي والمبادرات الحكومية لتعزيز البحث والتطوير تظهر أن هناك توجهًا واضحًا نحو بناء مجتمع تكنولوجي متطور يمكنه المنافسة على الساحة العالمية.
كما تعد الكوادر البشرية الموهوبة من الشباب المصريين أحد أعظم الأصول التي تمتلكها البلاد، ومع تزايد أعداد المتدربين في مختلف مجالات التكنولوجيا، يمكن لهذه القوة أن تكون العامل الحاسم في تعزيز صناعة البرمجيات.
لكن تطوير المهارات الرقمية لا يكفي وحده. يجب أن يترافق مع بناء بيئة محفزة تتيح لهؤلاء الشباب الاستفادة من التكنولوجيا لإحداث تغيير حقيقي في مجالاتهم. وهذا يعني ضرورة الاستثمار في التعليم التقني والابتكار والبحث العلمي، مع توفير بيئة تشريعية ملائمة لتشجيع ريادة الأعمال في قطاع التكنولوجيا.
لا يمكن الحديث عن تطوير صناعة البرمجيات دون النظر إلى التعاون بين القطاعين العام والخاص. والشراكات بين الحكومة والشركات المحلية والعالمية، مثل تلك التي تم تعزيزها خلال مؤتمرات مثل DevOpsDays Cairo، الذي عقد بالقاهرة الأسبوع الماضي تؤكد أن التعاون بين جميع الأطراف المعنية هو المفتاح لبناء صناعة برمجيات قوية ومستدامة.
من خلال تبني منهجيات حديثة مثل DevOps، التي تعزز التعاون بين فرق التطوير والتشغيل في مجال البرمجيات، تستطيع الشركات المصرية تحسين كفاءتها التشغيلية، مما يعزز قدرتها على التنافس في السوق العالمية. هذا التعاون بين القطاعين يسهم في رفع معايير الجودة والابتكار داخل الشركات، ويدفعها نحو التحول الرقمي الكامل.
في النهاية وجب علينا القول إن تعزيز صناعة البرمجيات في مصر ليس مجرد مهمة تكنولوجية، بل هو مشروع وطني شامل يهدف إلى دعم الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة وتحقيق التحول الرقمي.