تأجيل إطلاق صاروخ نيو جلين.. تحديات تقنية وتأثيرات على مهمة ناسا
عبر تطبيق
تترقب الأوساط الفضائية بفارغ الصبر الرحلة الأولى لصاروخ “نيو جلين” الضخم التابع لشركة “بلو أوريجين”، ولكن هذا الانتظار سيطول قليلاً بعدما أعلنت وكالة ناسا عن تأجيل مهمتها التي كانت مقررة على متن الصاروخ. كانت المهمة، التي تحمل اسم ESCAPADE، تهدف إلى إرسال مركبتين فضائيتين إلى المريخ خلال نافذة إطلاق تبدأ في ١٣ أكتوبر ٢٠٢٤، إلا أن وكالة ناسا قررت تأجيل المهمة إلى ربيع عام ٢٠٢٥ بسبب التحديات التقنية المرتبطة بتفريغ الوقود من القمرين الصناعيين، وتفادي تكاليف إضافية.
التحديات التقنية والمخاطر
الإطلاق الأول لأي صاروخ جديد يشكل تحديات كبيرة ومخاطر عالية، سواء للمركبة الحاملة أو الحمولة نفسها. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها “بلو أوريجين” لتجهيز صاروخ “نيو جلين” للإطلاق في الوقت المحدد، إلا أن الرئيس التنفيذي للشركة، ديف ليمب، أقر في منشور عبر منصة “إكس” بأن هناك “الكثير مما يتعين القيام به” قبل الإطلاق.
هذا يأتي في وقت كشف فيه تقرير لوكالة “بلومبرج” عن إخفاقات في اختبارات أجهزة الصاروخ، ما يزيد من الشكوك حول جاهزية “نيو جلين” للإطلاق في الإطار الزمني المقرر.
قرار ناسا بتأجيل المهمة
كانت مركبتا ESCAPADE الفضائيتان، اللتان صنعتا من قبل شركة “روكيت لاب”، ستصلان إلى مدار المريخ في سبتمبر ٢٠٢٥ في حال إطلاقهما في أكتوبر ٢٠٢٤.
لكن التأجيل الذي أُعلن عنه يثير تساؤلات حول المدة التي سيستغرقها العبور إلى المريخ في إطار نافذة الإطلاق الجديدة.
وجاء قرار التأجيل بعد اجتماع حاسم لوكالة ناسا، حيث تقرر تأجيل المهمة لتجنب المخاطر الكبيرة المتعلقة بتفريغ الوقود من المركبة الفضائية في حالة تأخير الإطلاق.
الوقود والخطورة
تستخدم المركبتان الفضائيتان وقودًا شديد الاشتعال وسامًا للغاية، ما يجعل عملية تفريغ الوقود معقدة وخطيرة. وأوضح كريستوف ماندي، المهندس الرئيسي لمهمة ESCAPADE، أن عملية تزويد المركبة بالوقود ثم إفراغها تعرض القمرين الصناعيين لخطر كبير، حيث تتطلب العملية التعامل مع مخاطر فنية مختلفة من أجل إعادة المركبة إلى جاهزية الإطلاق.
الإطلاق الأول لنيو جلين في نوفمبر
على الرغم من تأجيل مهمة ناسا، فإن صاروخ “نيو جلين” سيشهد أول رحلة له في نوفمبر ٢٠٢٤. ستتضمن المهمة الجديدة إطلاق تقنية “بلو رينغ” التابعة لشركة “بلو أوريجين”، وهي أول رحلة اعتماد بموجب برنامج “إطلاق الفضاء للأمن القومي” التابع لقوة الفضاء الأمريكية. وسيكون على الشركة إتمام مهمتين ناجحتين قبل أن تتمكن من إطلاق حمولات تخص الأمن القومي.
يمثل التأجيل خطوة استراتيجية لتجنب التكاليف والمخاطر الفنية المتعلقة بمهمة ESCAPADE، في وقت تستعد فيه “بلو أوريجين” للإطلاق الأول لصاروخ “نيو جلين” في نوفمبر.
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الشركة، يبقى العالم في ترقب لرؤية هذا الصاروخ الضخم في رحلته الأولى، ومعرفة مدى نجاحه في تحقيق الطموحات الكبيرة المعلقة عليه.