حلمى التوني.. إبداع مشحون بحكايات التراث الشعبي
عبر تطبيق
يُعد الفنان حلمي التوني الذي رحل اليوم عن عالمنا علامة مميزة فى تاريخ الفن المصري، فهو فنان تشكيلى مصرى متخصص فى التصوير الزيتى والتصميم، أحدث نقلة كبيرة فى إبداع تصميمات أغلفة الكتب، بالإضافة إلى لوحاته المشحونة بالجمال الأنثوى وسحر الخيال وحكايا التراث الشعبى.
ولد حلمى التونى بمحافظة بنى سويف فى ٣٠ إبريل عام ١٩٣٤، والدته من أصل تركى وعمل والده مهندس مدني، وتنتمى أسرته إلى قرية تونا الجبل؛ ولهذا سُمى (التونى)، وحصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص ديكور مسرحى عام ١٩٥٨ ودرس فنون الزخرفة والديكور.
أقام الكثير من المعارض الفردية فى مصر ومعظم الدول العربية منها معرض طوافة بقصور الثقافة فى عواصم المحافظات ١٩٦٥م، عرض بعنوان “وجوة جميلة زمن جميل” ١٩٩٨م، معرض (للنساء وجوه) ٢٠١٩م، وغيرها وساهم فى الكثير من المعارض الجماعية فى مختلف دول العالم منها ألمانيا – البرتغال – اليابان – لبنان – العراق – سوريا.
كتب فنية
أصدر “التونى” سلسلة كتب كان زمان، مناظر مصرية، أبواب مصرية ، بيت الفن، عروسة حنان ، المنمنمات.
مناصب
عمل حلمى التونى أثناء دراسته بمجلة الكواكب الأسبوعية التابعة لدار الهلال منذ عام ١٩٥٦م مشرفا يصمم الأغلفة ويضع الرسوم التوضيحية، ثم تولى الإشراف على مجلة المصور ورسم فى مجلتى سمير، ميكى للأطفال وساهم فى إخراج مجلة (المسرح والسينما).
انتقل للعمل بدار أخبار اليوم عام ١٩٧٣م، ولكن صدر قرار بعزل ١٠٤ صحفيين منهم التونى فسافر إلى لبنان عام ١٩٧٤م حتى تستقر الأمور وأقام هناك معرضا للوحاته الزيتية عام ١٩٧٥م.
جوائز
حصل “التونى” على عدة جوائز من لوحاته فى صالون القاهرة – معرض القطن، وجائزة سوزان مبارك الأولى والتميز للرسم لكتب الأطفال ثلاث مرات.
كما حصل على جائزة اليونيسيف عن ملصقة للعام الدولى للطفل عام ١٩٧٩، وجائزة معرض بيروت الدولى للكتاب لمدة ثلاث سنوات متتالية منذ عام ١٩٧٧: ١٩٧٩، وحاز ايضا على جائزة معرض (بولونيا لكتاب الطفل) عام ٢٠٠٢، كما فاز بميدالية معرض (ليبرج الدولى لفن الكتاب) الذى يقام مرة كل ست سنوات.
مقتنياته
الموسوعات المحلية والعالمية
أدرج اسم الفنان حلمى التونى فى موسوعة متحف فى كتاب تأليف من تأليف الدكتور صبحى الشارونى ( إصدار دار الشروق ١٩٩٨م).
ارتبط اسمه حلمى التونى بتصميم رسومات أغلفة الكتب والمجلات العربية التى وصلت لنحو ٤٠٠٠ كتاب ومجلة منها ٥٢ غلافا لأعمال نجيب محفوظ، وصمم عرائس شخصيات مسرحية (صحصح لما ينجح) التى ألفها صلاح جاهين، والتى حققت نجاحاً كبيراً على مسرح العرائس .
نشر الفنان رسم كاريكاتيرى يومى فى جريدة الأهرام بعنوان (مناظر) تعرض الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية.
رؤية “التونى” الفكرية والفنية
تتميز أعمال “التونى” بالاتجاه الرمزى والسريالى، استلهم من الفن الشعبى فى لوحاته لمدة طويلة ثم ابتعد عنها فى اتجاه اللوحة الحديثة ويحكمه الحس الوطنى والانتماء إلى مصر .
رسام النساء
قال “التونى” عن المرأة : (المرأة أيقونة دائمة للجمال، والأصل الحقيقى للحياة وهى أيضا بداية الفن والإبداع؛ ولذلك فهى ملهمتى وملهمة كل الفنانين) فلُقب بـ “رسام النساء”.
رحيل آخر فرسان الفن الصحفى
رحل المصور المجرب الفنان حلمى التونى عن عالمنا صباح اليوم 7 من سبتمبر 2024 ، عن عمر يناهز 90 عامًا.