صامدة على مر الزمان.. فكري سعد 55 عاما في صناعة منتجات جريد النخيل
عبر تطبيق
يجلس عم فكري كل صباح داخل كوخ بسيط، حيث يبدأ العمل في همة ونشاط، ليحافظ على صنعة الأباء والأجداد في صناعة الجريد، يتأمل بشغف واجتهاد ليصنع عشرات من الكراسي والطاولات والأقفاص، وأمامه “قرمة” من الخشب مثبتة على الأرض من جريد النخيل ، ممسكا بأدواته وعدده البسيطة “مطرقة وسكين ومجردة وملقاط”، ليشكل قطعا فنية يدوية متنوعة.
صناعة الجريد من المهن التي مهما مرت عليها الأيام لا تندثر لحاجة السوق دائما لعدايات الخضار والفاكهة التي تعرف بإسم “القفص”
تحدثت البوابة نيوز مع أقدم صانع لمنتجات النخيل.
يحكي عم فكري سعد صاحب الـ63 عاما، عن عمله في صناعة جريد النخيل ، قائلا: بدأت حرفتي كصانع جريد النخيل في إحدى الورش بالقرية، والتي هي من أكبر قرى البدرشين زراعة للنخيل وصناعة الجريد.
يجلس عم فكري كل صباح داخل كوخ بسيط، يبدأ العمل في همة ونشاط، ليحافظ على صنعة الأباء والأجداد في صناعة الجريد، يتأمل بشغف واجتهاد ليصنع عشرات من الكراسي والطاولات والأقفاص، وأمامه “قرمة” من الخشب مثبتة على الأرض ، ممسكا بأدواته وعدده البسيطة “مطرقة وسكين ومجردة وملقاط”، ليشكل قطعا فنية يدوية متنوعة.
عن حال المهنة وما وصلت اليه صناعة جريد النخيل قال : “حرفة صناعة منتجات جريد النخيل صامدة بمراحل تصنيع يدوية كاملة، وتشكل مصدر رزق لعدد من صنايعية الجريد، تقاوم بمهارة وحرفية وأدوات بدائية بسيطة متوارثة لتحافظ على الهوية الريفية.
وتابع عم فكري: “لم استكمل تعليمي وكان كل أملي البحث عن مهنة حرفية أتعلمها وأواصل مسيرتي فيها، لم أعرف حرفة غيرها ، تعلمتها وتعلقت بها ومع مرور الأيام أتقنتها حتى أصبحت صنايعي مشهور وأمتلك ورشتي الخاصة. موضحا: “تخصصت في بداية عملي في صناعة أقفاص الخضروات والفاكهة والطيورمن جريد النخيل وبعد أن كبرت في العمر اتجهت إلى الفنيات وتصنيع الأعمال التي تتطلب إتقان وحرفية أكثر كالكراسي والترابيزات، حتى أصبح عملي مقتصرا عليهما”.
واستطرد : ” صناعة الجريد نعتمد على ما تنتجه القري من إنتاج النخيل “الشوبك والمرازيق وسقارة وميت رهينة” من الجريد في موسم الحصاد، والذي يبدأ من شهر سبتمبر وينتهي في شهر أكتوبر من كل عام، علما بأن سعر الجريد “عدد 1000 جريدة” يتراوح ما بين 1000 و1500 جنيه تقريبا.
يقول عن بدء العمل داخل الورشة من الساعة 8 صباحا حتي أذان العصر: “أنا شغال بمفردي، بنزل وبحكم سني دلوقتي ممكن أصنع كرسيين في اليوم، بصنع واركن ولو الزبون طلب أي كمية بأنواعها ومقاساتها بعملها، وببيع الكرسي الواحد بـ185 جنيها، شغلي مطلوب ولي أسم في السوق في البدرشين والقرى المحيطة وحلوان.
مراحل تصنيع جريد النخيل
وعن مراحل التصنيع، أفاد عم فكري: “نبدأ في نشر الجريد فى الهواء، وهي أولى خطوات التصنيع، حيث تترك للتليين نحو 10 أيام في فصل الصيف وما يقرب من 20 يوما في فصل الشتاء ، ثم تليها مرحلة تقطيع الجريد لأطوال وأحجام متنوعة وتقشيره وتنظيفه باستخدام السكين وتقسيمه إلى قطع باستخدام الساطور.
حيث بشتغل في الكرسي الواحد 12 مقاسا مختلفين، القصير والطويل، الطويل لأنه بيدخل في صناعة للتكيات والقوايم والباقي منه بعمله مقعد للكرسي، تقطيع الجريد وتخريمه مش بيتم عشوائي، أي غلطة الكرسي ما يركبش، فالكرسي الواحد بياخد في تركيبه حوالي 25 جريدة”.
وأشار عم فكري إلى أن مرحلة التليين مهمة لتسهل المراحل الأخري مثل أعمال الصنفرة والتقطيع والتثقيب والتركيب، “لازم الجريدة تنضج الأول و”تطقطق” علشان الكرسي لما، الجريدة لازم تاخد وقت 15 يوما في الشمس في الأول ولما تنشف المياه منها وتلين نبدأ نخرمها”.
وتابع: “مهنة صناعة منتجات الجريد بكل ما فيها من مراحل تحتاج إلى حرفي يمتلك مهارة فنية وقوة عضلية؛ للوصول إلى منتج أفضل في الإتقان والجودة، “أنا شغال بآلة حادة، لو سرحت واتشتت تركيزي ولو للحظة ممكن أجرح إيدي واعرض نفسي لأذى”.
واختتم: “ماليش إلا هي وما قدرش أشتغل غيرها”.. بهذه الكلمات اختتم عم فكري قائلا: “عندي 9 أبناء، 7 بنات وولدين، الحمدلله إني لسة قادر أكمل وأكافح، ولو كان في العمر بقية هكمل شغل وكفاح، ولو عمري انتهى في أي لحظة الحمدلله.. قضيت رسالتي علي أكمل وجه”.