كيف بدت شوارع مصر في جنازة عبدالناصر؟.. اتشحت البلاد بالسواد – منوعات
مع طلعة شمس يوم 1 أكتوبر 1970، خرج الشعب المصري إلى الشوارع؛ بعد أن خيم الحزن على قلوبهم، وارتفع صوت النحيب فور الإعلان عن وفاة جمال عبد الناصر لتشييع جنازته؛ ليظهر مشهد يبكي القلوب حتى يومنا هذا وشوارع مصر يتلفحها السواد، ليتفق الشعب على حب قلب رجل واحد، إذ خرج في جنازة -ناصر» أكثر من 5 ملايين مشيع مخلص في حبه له، وبدت القاهرة كبحر من البشر، وفقًا لما رصدته كاميرا -ماسبيرو».
مشاهد من موكب جنازة ناصر
وسط الشعب المصري المخلص لحب -ناصر» تقدمهم في تشييع الجنازة 30 رئيس دولة، و100 وفد يرأسها رؤساء الوزراء أو وزراء الخارجية، وحضور رؤساء الأحزاب وحركات التحرير من جميع أنحاء العالم، إذ كانت جنازة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هي الأكبر في تاريخ القرن الـ 20.
ولأول مرة نقلت جنازة جمال عبد الناصر للعالم أجمع عبر القمر الصناعي، وخرج في جنازة عبد الناصر رجالًا ونساءً وشيوخًا وشباب تتدفق من كل مكان بمصر، بل قادمين من كل مكان في العالم لوداع رجل غير وجه العالم وأعاد صياغة التاريخ.
نبض القاهرة كف عن النبض؛ وكان قلبها جمال، لتتشح بالسواد، وتنتشر بها لافتات تحمل كلمات رثاء في كل ركن بمصر، -فقدناك يا عبدالناصر»، وصور الزعيم تنتشر في الشوارع وعلى السيارات والعمدان، ليودعوا رجلًا استثنائي.
لبست عروس البحر ثوب الحداد، وتلحفت شوارع الإسكندرية بالحزن، ومشى الحزن على نفس الشاطئ الذ ي شهد أفراح الشعب يوم خلصه جمال من الملك الطاغية، وزحفت مواكب النساء تبكي على مصر تبكي على الرجل الذي فك إثار المرأة وراعها.
موكب الوداع استغرق 4 ساعات
حضر جنازة ناصر وفود من السودان ولبنان وسوريا وليبيا وتونس والجزائر والكويت والمغرب، والدول الإفريقية ودول أمريكا الجنوبية، وحملت مجموعة من السيدات السودانيات القادمات من بلادهم لافتة من القماش مكتوب عليها -الاتحاد النسائي السوداني.. فقدنا عظيم وجرحنا أليم بفقد القائد».
استغرق موكب الوداع 4 ساعات كاملة بشهادة جميع مراسلين وصحفيين العرب والأجانب، إذ اشتركت 12 طائرة ميج بالتحليق فوق هذا الموكب الحزين، وشارك نحو 500 صحفي عالمي في تغطية موكب الوداع.