التخطي إلى المحتوى

أم حمزة تتحدى الصعاب.. من رماد الأحزان إلى حلوى النجاح

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

في أحد الأحياء الشعبية بمحافظة دمياط، حيث الحياة تصارع قسوة الأيام وعبء المسئوليات، تظهر قصة كفاح ملهمة لامرأة لم تستسلم أمام الصعاب، بل واجهت المستحيل بقلب مليء بالإيمان والصبر، لتشق طريقها نحو الأمل والعزة، هذه المرأة تُعرف بـ “أم حمزة”، ولقبت عن جدارة بلقب “ست بميت راجل”، رمزًا للقوة والشجاعة في طلب الرزق الحلال.

أم حمزة كانت تعيش حياة بسيطة، تزوجت في سن صغيرة، وكان زوجها يعمل عاملًا في مصنع قريب من البيت، كان دخلهما محدودًا لكنه كان يكفي لتوفير احتياجاتهما الأساسية، رزقهما الله بطفل صغير، حمزة، ليملأ حياتهما بالفرح. لكن سرعان ما انقلبت الأمور، عندما تعرض زوجها لحادث مؤلم في المصنع، مما جعله عاجزًا عن الحركة.

حاولت أم حمزة بكل ما أوتيت من قوة أن تعتني بزوجها وتتحمل مسئولية البيت في آن واحد. باعت كل ما تملك من مصاغ وأثاث لتغطي تكاليف العلاج، ولكن المرض كان أقوى، وتوفى زوجها تاركًا إياها أرملة بمسئولية طفل صغير.

عندما وقفت أمام هذا الوضع، كانت أم حمزة على حافة اليأس، الحياة ازدادت صعوبة، والديون تراكمت، لكن لم يكن لديها خيار سوى أن تواجه الواقع. حاولت البحث عن عمل لكنها لم تتمكن من ترك طفلها الصغير وحده، حاولت الحصول على مساعدة من وزارة التضامن أو اقتراض المال من البنك.

في لحظة من لحظات الإصرار، قررت أم حمزة أن تبدأ مشروعها الخاص، حتى لو كان بسيطًا. بدأت ببيع الأرز باللبن والحلويات في الشارع، ومعها طفلها الصغير. كان عملها شاقًا ويمتد لساعات طويلة تبدأ من الحادية عشرة صباحًا حتى منتصف الليل.

ومع كل يوم كانت تواجه تحديات جديدة، من تنمر المحيطين بها، إلى التحرش والمضايقات، ولكنها لم تستسلم، بل قاومت واستمرت في العمل بإصرار وشجاعة.

كان لديها إيمان قوي بأنها قادرة على تخطي كل هذه الصعوبات، لم تكن وحيدة، فقد قدمت لها إحدى جاراتها يد العون، واشتركت معها في العمل. رغم تلك التحديات، كانت صلوات طفلها الصغير، وحلمه بأن يصبح متفوقًا في دراسته، دافعًا قويًا لها لكي تستمر وتحقق النجاح.

مع مرور الوقت، تحولت نظرات التهكم والتنمر إلى إعجاب واحترام، بدأت صفحتها على فيسبوك تجذب المتابعين الذين كانوا يطلبون منها الحلويات مسبقًا، أصبح مشروعها الصغير مصدر فخر لها، ووسيلة لتربية طفلها وتعليمه. حلمت بأن يكبر حمزة ويحقق أحلامه، وأن تتمكن يومًا من أداء العمرة شكرًا لله على كل ما حققته.

بمكونات بسيطة وبأسعار معقولة، استطاعت أم حمزة أن تبني مشروعًا ناجحًا يحترمه الجميع. رسالة أم حمزة لكل امرأة تواجه الصعوبات هي: “لا تيأسي، تمسكي بإيمانك وحلمك، وستجدين الملاذ”. إنها قصة تستحق أن تُروى وأن تُتخذ قدوة لكل من تعثرت في طريقها، لتدرك أن العزيمة والإيمان هما مفتاح التغلب على كل العقبات.

أم حمزة تتحدى الصعاب.. من رماد الأحزان إلى حلوى النجاح

رابط مصدر المقال