مساحات

مساحات نيوز | أوروبا بين صعود اليمين المتطرف وتهديدات داعش مساحات نيوز

أوروبا بين صعود اليمين المتطرف وتهديدات داعش

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق

الزلزال الذي أحدثته الأحزاب اليمنية المتطرفة في أوروبا ربما يكون انعكاسًا لتنامي جماعات العنف والتطرف، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، وإنما تنامي هذا الصعود داخل قارة أوروبا.

تعرضت أوروبا خلال الفترة الأخيرة لتهديدات كبيرة وكثيرة من قبل تنظيم داعش وفرعه في أوروبا؛ هذه التهديدات لخصها مجمع الاستخبارات الفرنسي والذي طلب منذ أكثر من شهرين من الحكومة الفرنسية تأجيل عقد دورة الألعاب الأولمبية بعد أنّ وصله بأنّ داعش قد ينجح في تنفيذ عمليات إرهابية ضد الفاعلية الرياضية وضد المدعوين إليها.

المعلومات الاستخباراتية التي التقطها داعش مبنية على تحرك فعلي من قبل التنظيم لمهاجمة المدعوين لهذه الدورة وتنفيذ عمليات إرهابية، وليس مجرد تكهنات، وهو ما يُعقد الوضع الأمني، وهنا تُراهن فرنسا على نجاح المواجهة، وهو أمر قد لا يكون دقيقًا.

وهنا يبدو واضحًا تهديد داعش إلى قلب أوروبا وإلى فرنسا التي طالما تعرضت لعمليات إرهابية قام بها تنظيم داعش في العام عام 2014 وما تلاه، وهو ما دفع الحكومة الفرنسية لمواجهة التنظيم لمدة سنوات طويلة، هذه المواجهة امتدت للتنظيم حيث بؤر وجوده في أفريقيا.

ولذلك يبدو الدور الفرنسي في مواجهة داعش والإرهاب المعولم دفع التنظيم المتطرف لتنفيذ عمليات انتقامية ضد فرنسا، كما أنّ الأخيرة قامت بتوسيع دائرة مواجهة التنظيم بعد تهديد أمنها القومي، ولكن يبقى أنّ باريس ما زالت في دائرة نار داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة.

هذه الروح دفع الناخب الفرنسي والأوروبي لاستعادة الأحزاب اليمنية المتطرفة، اعتقادًا من هذا الناخب بأنّ هذا اليمين هو القادر بصورة أكبر على مواجهة الخطر الزاحف على فرنسا، خاصة وأنّ برامج الأحزاب اليمنية قائمة على مواجهة الإرهاب الإسلاموي.

صحيح اليمين المتطرف في أوروبا لديه تخوفات شديدة من الإسلام عمومًا وليس من الإسلاميين فقط، وهو ما نترجمه بمفهوم الإسلاموفوبيا، هذه التخوفات دفعت بعضهم لمعاداة العرب، ولكن تأييد الأحزاب اليمنية في القارة العجوز من قبل الناخب مبني على ضرورة الاستدعاء في ظل التهديدات التي تتعرض لها أوروبا، وليس في ظل معادة العرب أو المسلمين.

تهديدات التنظيمات المتطرفة عابرة الحدود والقارات تعدت فرنسا إلى تهديدات أخرى إلى ألمانيا وإسبانيا وإلى قلب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من خطر تنظيم داعش على أمن أمريكا.

ويمكننا أنّ نتخيل الصورة هنا، أمريكا التي أنشأت التحالف الدولي لمواجهة داعش في العام 2014، وأعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب سقوط دولته في 22 مارس من العام 2019، وصل خطر التنظيم إلى قلب أمريكا، وهنا انتقلت المعركة من مواجهة داعش خارج أراضيها إلى مواجهة داعش لأراضي الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يُمثل صعود ملحوظ ومتنامي للجماعات المتطرفة.

يعيش العالم حالة من الترقب بعد عدد من الحروب والإخفاقات؛ الحروب التي ضربت شرقه وغربه بدءًا من الحرب الروسية في أوكرانيا قبل أكثر من عامين ومرورًا بحروب في منطقة الشرق الأوسط، ولعل آخرها الحرب الإسرائيلية في غزة قبل أكثر من ثمانية أشهر، وكلها تصب في فكرة تنامي خطر التنظيمات المتطرفة.

فضلًا عن إخفاقات المجتمع الدولي في مواجهة داعش سواء عندما نجح التنظيم في إقامة دولة له في منطقة الشرق الأوسط وتحديدّا في 29 يونيو من العام 2014 أو حتى بعد سقوط دولته؛ فمازال التنظيم يُمثل تهديدًا كبيرًا لأمن وسلامة العالم، وهنا يتحمل هذا العالم اخفاق المواجهة أو على الأقل عدم وجود رؤية تتعلق بمواجهته على المدى القريب والبعيد أيضًا.

وهنا يمكن القول، بأنّ العالم سقط مرتين، الأولى في مواجهة داعش وأخواتها في تجربة مواجهة ليست الأفضل بدليل ظهور التنظيم مرة أخرى، والسقوط الثاني، بأن تهديدات داعش باتت موجهة لقلب القارة العجوز وداخل الولايات المتحدة الأمريكية، بما يُعني تراجعُا في المواجهة وصعود نجم هذه التنظيمات في نفس الوقت.

وهذا ما يدفعنا للقول، إنّ صعود اليمين المتطرف في أوروبا هو بمثابة رد فعل لتهديدات التنظيمات المتطرفة، حيث نجحت داعش في تكوين حركة جهادية في شرق أوروبا على خلفية الحرب الروسية في أوروبا وما يُهدد كل القارة العجوز، فقد باتت داعش خرسان التهديد الأول والأهم والأكبر، وهو ما استدعى اليمين المتطرف وسط إخفاق أحزاب اليسار ولكنه لم يكن السبب الأهم.

أوروبا بين صعود اليمين المتطرف وتهديدات داعش

رابط مصدر المقال

Exit mobile version