اختلاف بين العلماء حول حكم رمي الجمرات ليلا.. و-الإفتاء» تحسم الجدل – أخبار مصر
يشهد موسم الحج توافد ملايين المسلمين إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وتُعتبر شعيرة رمي الجمرات من أبرز المناسك التي يؤديها ضيوف الرحمن، إذ يقفون في مشهد موحّد، متحدين في رمزية الطاعة والعبادة، ولكن مع تزايد أعداد الحجاج ظهرت تساؤلات حول حكم رمي الجمرات ليلًا، خاصةً في ظل الظروف المناخية والازدحام، وهو ما توضحه -الوطن» في التقرير التالي بناءا على ما نشرته دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني.
حكم رمي الجمرات ليلًا
وحول حكم رمي الجمرات ليلا، أكدت دار الإفتاء المصرية أن هناك ثلاث أقوال بخصوص رمي الجمرات في أيام التشريق، وهي كالتالي:
القول الأول: جمهور العلماء
وذهب جمهور العلماء إلى أن رمي كل يومٍ من أيام التشريق لا يجوز إلا بعد الزوال، مستدلين بفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم. حيث روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عند مسلم وغيره -ورواه البخاري معلَّقًا- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رمى الجمرة يوم النحر ضحًى، وأما بعد فإذا زالت الشمس.
القول الثاني: الرمي قبل الزوال يوم النفر
وبخصوص حكم رمي الجمرات ليلا، هناك قول آخر يجيز الرمي قبل الزوال يوم النفر، وهو مرويّ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقول عكرمة، وإسحاق بن راهويه، والمشهور عن أبي حنيفة، وروايةٌ عن أحمد قال بها بعض الحنابلة، إلا أنه اشترط ألَّا ينفر إلا بعد الزوال، وفي رواية عن أبي حنيفة وافقه عليها أبو يوسف رحمهما الله تعالى جوازُ الرمي قبل الزوال في النفر الأول إن كان قصده التعجل.
أدلة القول الثالث
واستدل أصحاب القول الثاثل بأدلة منها ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُسأل يوم النحر بمنى فيقول: -لَا حَرَجَ»، فسأله رجل فقال: حلقتُ قبل أن أذبح؟ فقال: -اذْبَحْ ولَا حَرَجَ»، وقال آخر: رميتُ بعدما أمسيتُ؟ فقال: -لَا حَرَجَ»، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم ما سُئِل في ذلك اليوم عن شيء قُدِّم أو أُخِّر إلا قال: -افْعَلْ وَلَا حَرَجَ».
الإفتاء تحسم الجدل
واختتمت الإفتاء حديثها بخصوص حكم رمي الجمرات ليلًا، بأنه يجوز شرعًا رمي جمرة العقبة وجمرات أيام التشريق بدءًا من منتصف الليل، فإذا رمى الحاج بعد نصف ليلة اليوم الثاني من أيام التشريق جاز له النفر حينئذٍ، ويُحسب نصف الليل بقسمة ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر الصادق على اثنين، وإضافة الناتج لبداية وقت غروب الشمس، لا بقسمة ما بين وقتي العشاء والفجر.
