التخطي إلى المحتوى

المسيحية الصهيونية خطر على المجتمع والكنيسة

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

-البوابة» تحاور مدير وحدة الخدمات والعدالة بالكنيسة الإنجيلية اللوثرية بأمريكا

القس خضر اليتيم: المسيحية الصهيونية خطر على المجتمع والكنيسة

تفاهم واسع مع البابا تواضروس وشيخ الأزهر لرفع الظلم عن الفلسطينيين

نعمل على الدعوة للعدالة والسلام عبر الحوارات واللقاءات اللاهوتية والفقهية.. وطرحنا مبادرة لإنهاء الحرب والتعاون مع إخوتنا المسلمين واليهود

الوضع في السودان خطير ويواجه التعتيم في الصحف الأمريكية

الغطاء الأمريكي لإسرائيل جعلها تفعل ما تشاء بدون مسئولية أو حساب.. ونطالب بوقف دعم الاحتلال بالأسلحة

مبادرات وبرامج مشتركة للتعاون مع الكنيسة المصرية.. ونعمل على دعم التنمية الاجتماعية والتعليمية والصحية

نخدم 20 مليون لاجئ حول العالم

حوار- مايكل عادل

في وقت تتصاعد فيه التوترات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، قام القس خضر اليتيم المدير التنفيذي لوحدة الخدمات والعدالة التابعة للكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالولايات المتحدة الأمريكية بزيارة إلي مصر خلال الأيام الماضية، حيث التقى فضيلة الامام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر.

وجاءت الزيارة في وقت حساس، حيث تعاني منطقة الشرق الأوسط من أزمات إنسانية متفاقمة نتيجة الحروب والنزاعات المستمرة.

وأشار -اليتيم» إلى أهمية تقديم الدعم والمساعدة للأشخاص الذين يعانون من آثار هذه الأزمات، موضحًا أن الكنيسة تلعب دورًا حيويًا في تعزيز العدالة الاجتماعية وتوفير الموارد اللازمة للمحتاجين. 

-البوابة» التقت القس خضر اليتيم، وأجرت معه الحوار التالي. فإليكم نص الحوار..

– في البداية حدثنا عن وحدة الخدمات والعدالة التابعة للكنيسة الإنجيلية اللوثرية؟

وحدة الخدمات والعدالة تمثل الإرساليات العالمية التابعة للكنيسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتمثل برنامج الغذاء العالمي وتمثل برنامج الإغاثة، وبرنامج العمل مع المؤسسات الحكومية من أجل التأكد من عدالة القوانين التي يتم التصويت عليها.

– وكم عدد المستفيدين من هذه الخدمات؟

لدينا فريق عمل مكون من 250 شخصا متمركزين حول العالم، فهناك خدمات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، نحن أكبر مؤسسة خدمات اجتماعة في أمريكا بنخدم واحد من كل خمسين شخصا، أي كل 50 شخصا أمريكيا واحد يحصل علي خدمات مؤسساتنا، ولدينا برامج عالمية حول العالم من مستشفيات، ومدارس، وجامعات، وبرامج تغذية، وبرامج إغاثة، وبرامج تنمية، وزراعة، كما لدينا خدماتنا مع اللاجئين والمهاجرين بشكل خاص، تقريبا ما بين 18 إلي 20 مليون شخص.

– ما هدفك من زيارتك إلى مصر؟

هدف الزيارة هو وفد أمريكي مشترك مع وفد من جنوب أفريقيا بخصوص الوضع الحالي القائم في الشرق الأوسط، خاصة بفلسطين حتي نحاول العمل من خلال رجال الدين للدعوة للعدالة والسلام، وذلك من خلال الحوارات واللقاءات اللاهوتية والفقهية ما بين الأديان السماوية الثلاثة اليهودية والمسحية والإسلامية، حتي يكون لدينا القدرة للضغط علي السياسيين من أجل إنهاء الحرب، من أجل السلام العادل والشامل حتي يعيش الكل بسلام بعيدا عن الحرب، فهي مبادرة منا كرجال دين مسيحيين ودعوة لإخواتنا المسلمين واليهود حتي نشترك مع بعضنا البعض في هذا العمل.

– كيف تري نتيجة اللقاءات مع قداسة البابا تواضروس الثاني وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والدكتور القس أندرية زكي، والدكتور أسامة الأزهري؟

الزيارتين مع فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ومع الدكتور الشيخ أسامة الأزهري وزير الأوقاف، كانت أكثر من رائعة التقبل والانفتاح والاستعداد للعمل المشترك، والإمام الأكبر أبدى على قبوله للعمل بالمبادرة والتنسيق المباشر للترتيب حتي يكون هناك دعم لهذه المبادرة التي تسعي علي تحقيق العدالة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني الذي يعاني من سياسات الاحتلال والتشريد، وتعمل علي حشد الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي والظلم الواقع علي الفلسطينيين وغيرهم من الشعوب، وقام بتكليف أحد القيادات بالمشيخة للتواصل معنا بشكل مباشر.

وكذلك وزير الأوقاف كان مرحب بزيارة الوفد جدا، وكان متحمس للطرح التي تم تقديمه ولدعوتنا للعمل المشترك من اجل العدالة والسلام، وأيضا لقاء البابا تواضروس كان أكثر من رائع لأنه تحدث معنا بمنطلق العمل من المحبة، طبعا المحبة التي هي هدفها الاهتمام بالقريب والجار، وإنهاء العناء الإنساني المتسبب بسبب الحروب والأمور الأخري الثانية، فالبابا كان متقبل لطرحنا وفكرتنا من اجل العمل في مجال المحبة والسلام.

– وما تأثير نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية على ما يحدث بمنطقة الشرق الأوسط؟

لا نستطيع أن نتدخل في الأمور السياسية ككنيسة، لأن هناك فصل ما بين الكنيسة والدولة، وإنما نحن نصلي من أجل أن الشخص الذي ينجح في الانتخابات الرئاسية يقوم بأمور تخدم الولايات المتحدة الأمريكية وأهلها ومصالح أمريكا حول العالم، متمركز علي المبادئ الامريكية المساواة والعدل والتقبل والانفتاح، كما أننا نصلي بأن الشخص الذي يخسر الانتخابات يتقبل النتائج ولا يكون هناك أعمال عنف كما حدث المرة الاخيرة، عندما الرئيس ترامب خسر الانتخابات وكان لها تأثيرات سلبية داخليا بالولايات المتحدة، ولكن أيضا جعلتنا نخسر احترام الدول الأخري.

ونحن نفتخر بامريكا بأننا دولة ديمقراطية ونعمل بالديمقراطية ونحاول نشرها حول العالم، ولكن نحن فشلنا في 6 يناير المرة الماضية آخر انتخابات لأن هذه المبادئ الديمقراطية فشلت، فنحن نصلي من أجل الذي يفوز يقوم بدوره بأمانة والذي يخسر يتقبل النتيجة بصدر مفتوح، ونتمني من الفائز بالانتخابات الأمريكية يتابع في عمل انهاء الحرب في فلسطين، إدخال المعونات الأنسانية إلي غزة، عدم تزويد إسرائيل بالأسلحة غير مشروطة واستخدامها ضد المدنيين وضد القوانين الدولية وانتهاك حقوق الانسان وحقوق الشعب الفلسطيني، كما الشخص الجديد المنتخب يعمل بجد واهتمام علي تأسيس الدولة الفلسطينية علي حدود 1967 وعاصمتها القدس، وهذا الدور الذي نلعب نعمل فيه في الوقت الحالي مع أي سياسي سوف ينتخب ونصر علي هذه المبادئ.

– كيف تري تزايد وانتشار الحركات الصهيونية المسيحية؟

المسيحية الصهيونية خطر علي المجتمع وعلي الكنيسة لأنهم يستخدمون الكتاب المقدس وتسليح الكتاب المقدس لتبرير أعمال العنف والتصفيه العرقية والاحتلال، فنحن واجنا ككنيسة نحارب هذا اللاهوت الصهيوني الذي يستخدم الكتاب المقدس ونبوءات الكتاب المقدس ويجعلها كسلاح تستخدم ضد شعوب اخري وتبرير الحرب والقتل، فالمسيحية الصهيونية أكبر نتائجها هي العنصرية والتعصب ورفض الآخر علي سبيل المثال المسلمين بسبب دياناتهم أو اليهود فمحبتهم لليهود ليس محبة باليهود بينما هي لخدمة مصالحهم ولاهوتهم المسيحي الصهيوني، لأنهم يعتقدون أنهم رجعوا كل اليهود علي أرض فلسطين فيأتي المسيح مرة ثانية، فنحن نرفض هذه التعاليم ونرفض هذا الفكر ونرفض العنصرية وهذا التذمت ورفض الآخر، نحن ككنيسة ندعو إلي التضامن والوحدة من أجل السلام والعدالة في العالم ومن اجل الاهتمام بالفقير والمحتاج، ومن اجل ان نعمل فرق في حياة الشعوب التي دعانا الله لخدمتها.

– كيف ترى الوضع الحالي في السودان؟

مع الأسف الوضع في السودان متعتم عليه، ولا أحد يتحدث عنه لم نراه في الصحف الأمريكية أو علي الإذاعات الأمريكية، ولكن الوضع في السودان خطير جدا وضع وصل لمرحلة الفقر والمجاعة والذبح، الوضع خطير جدا ويجب علي الإعلام أن يتحدث بشفافية ونقل الصورة بكل حقيقة عن الوضع القائم في السودان، ونحن ككنيسة لدينا عمل كبير وعظيم في السودان وكم من الخدمات الاجتماعية والتنموية، وقد قمنا بانشاء مستشفي كبيرة لتقديم الخدمات الطبية لشعب السودان بقدر الإمكان.

ونري الوضع في السودان وضع خطير ويجب معالجته ويجب العمل على إنهاء النزاع المدني القائم هناك، والشيء المحزن جدا بأن الأمم المتحدة فشلت فشل زريع في القيام بدورها، أنا كنت بالأمم المتحدة من أسبوع مضي ورأيت عجز وعدم قدرة الأمم المتحدة لصنع أي قرار أو تنفيذ أي قرار، وإذا كنا جادين فلا بد من الأمم المتحدة القيام بدورها لإنهاء الحرب في فلسطين، ويكون هناك مسئولية لإسرائيل واعمال القتل ومخالفات القانون الدولي وقراراتها، التدخل في السودان والمونيمار والتدخل في المناطق الموجودة فيها حروب وقتل وذبح بلا أي سبب.

– ما تعليقك على إعلان إسرائيل بأن الأمين العام للأمم المتحدة “شخص غير مرغوب فيه” ومنعه من الدخول؟

هذه هي مشكلة الغطاء الأمريكي لإسرائيل جعل لديها البجاحة أنها تفعل ما تشاء بدون أن يكون هناك أي مسئولية أو حساب، فنجدها تضرب في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا وأيضا لديهم خطط في ضرب عدد من الدول الأخري كإيران والعراق، فالغطاء الأمريكي والإمداد الأمريكي غير المشروط لإسرائيل بالاسلحة والمال والتغطية الدبلوماسية هذا الذي يجعل إسرائيل تتصرف بهذه التصرفات، ونحن كقادة دينيين أمريكيين بنقول بان دولتنا الأمريكية هي مشاركة بهذه الحروب للتصفية العرقية، دولتنا الأمريكية مشاركة في الظلم، ونحن نعلم بأن أمريكا هي سبب ومشتركة في هذه الحروب للتغطية السياسية والدبلوماسية والحربية علي إسرائيل.

ونحن نطالب من الولايات المتحدة الأمريكية وقف دعم إسرائيل بالأسلحة والتغطية السياسية والأموال، وعندما اجتمعنا مع فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور الشيخ أسامة الأزهري وزير الأوقاف نحاول أن نحمل دولتنا المسئولية لدعمها غير المشروط لإسرائيل والذي قاد بما يحدث من تصفية عرقية في غزة، فالولايات المتحدة الأمريكية ليست بريئة من دم الأبرياء المسفوكة في غزة أو في لبنان.

– كيف ترى وضع الكنيسة في مصر في عهد الرئيس السيسي؟

بكل صراحة، ما سمعناه من قداسة البابا تواضروس الثاني والدكتور القس أندرية زكي، أن الدولة المصرية في الوقت الحالي وبقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي متفهمه وداعمة لقيم المواطنة، والتعايش بتنوع وحرية، والعلاقات بين الكنائس والحكومة المصرية تتحلي بصورة جيدة جدا، وأنا تفاجأت بشكل العلاقة بين الدكتور القس أندرية زكي والوزراء والمسئولين، وبالطبع مع فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وهذا دليل علي أنه هناك تغيير كبير جدا في العلاقات المسيحية الاسلامية والدولية، وهذا شيء رائع يتمني الواحد رؤيته.

أيضا سيعقد مؤتمر في شهر أبريل 2025 المقبل بالولايات المتحدة للحوار بين الكنائس الأمريكية علي مستوي رؤساء الكنائس مع رؤساء الكنائس المصرية ومن المقرر عقده في نيويورك واشنطن، فهذه خطوة جيدة لبناء الجسور بين الكنائس الأمريكية والكنائس المصرية.

-وماذا عن التعاون في الجانب الخدمي بين الكنيسة الأمريكية والكنيسة المصرية؟

هناك مبادرات وعدة برامج مشتركة بين الكنيستين وهناك دعم لبعض الخدمات الي تقدم للكنائس، وهناك دعم بشري من إرسال المدرسين بالجامعات إلي كلية اللاهوت الإنجيلية مثلا، وتعمل عمل برنامج يسمي Stars وهذا البرنامج مختص بخدمة اللاجئين إلي مصر، فهناك 600 موظف بيعملوا بمؤسسة Stars وأهم برامجها العمل مع الأطفال اللاجئين إلى مصر لوحدهم بدون أب أو أم أو أسرة، والبرنامج المقدم بيتضمن إيجاد سكن – برنامج صحي – برنامج غذائي – التعليم، بجانب الدعم النفسي بسبب عدم وجود أسرة، وبيحاولوا الاهتمام بهم كان أهلهم موجودين، وهناك برامج أخري مالية لتقديم الخدمات الاجتماعية في مصر بالتنسيق والتعاون مع الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، وهناك تعاون مع كلية اللاهوت الإنجيلية بالعباسية واعتماد بعض الدرجات العلمية أو الأكاديمية المقدمة لذلك موجود برامج للماجستير والدكتوراه، وبدون وجود الاعتماد هذا لم تستطيع الكلية تقديم هذا المستوي العالي من التعليم الأكاديمي، بالاضافة إلي تقديم لهم بعض المواد التعليمية التي تقدم للطلبة بالاضافة إلي اساتذة جامعيين يتم إرسالهم لتدريس طلبة اللاهوت، بالإضافة إلي الدعم المالي لارسال بعثات ومنح تعليمية بالخارج.

وهناك تعاون وشراكة بين الكنيستين الأمريكية والكنائس المحلية في مصر ويهمنا جدا هذه العلاقة ودعم البرامج التنموية الاجتماعية والتعليمية وايضا الصحية في مصر، والخدمات تشمل جميع اطياف المجتمع وتقدم بكل محبة دون التفرقة بين أحد.

-وكيف ترى تطبيق حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وما يحدث فيه الآن؟

هذه إحدى المشاكل الكبيرة التي تجعل الولايات المتحدة الامريكية تفقد مصدقيتها في المحفل الدولي أنها ” double standard ” علي سبيل المثال يتحدثوا عن الاوكرانيين وأهل أوكرانيا نسمعهم يتحدثون عن حقوق الإنسان ويتكلمون عن الأطفال والمستشفيات والتهويل في القصة، بينما عندما يتحدثون عن فلسطين وأهلها وأطفالها تنقلب القصة هناك ازدواجية.

السيرة الذاتية

ولد القس خضر اليتيم عام 1968 في بيت ساحور قرب مدينة بيت لحم الفلسطينية، وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1992 واستقر في منطقة بيردج في بروكلين.

حاصل علي بكالوريوس اللاهوت الإنجيلية المشيخية في القاهرة.

حاصل على درجة الماجستير في اللاهوت في فيلادلفيا.

ثم أنشأ كنيسة السلام اللوثرية، وبدأ يعمل على خدمة الجاليات بكل أطيافها حيث تطوع للعمل في بيوت المسنين والمستشفيات، وساهم في إنشاء رابطة العرب الأمريكيين في بروكلين.

وتولى القس اليتيم أدوارًا مهمة في الرعاية الصحية والتعليم، وعمل في علاقات المرضى في مركز موسى بن ميمون الطبي في بروكلين “2010 إلى 2017” وعمل كرئيس مالي في كلية بيت لحم للكتاب المقدس في بيت لحم “1990- 1992”.

وساهم في ربط المصلين وأفراد المجتمع بالخدمات والموارد الحيوية وساعد العائلات المهاجرة على ترسيخ وجودها في محيطها الجديد بصفته مؤسس كنيسة السلام العربية اللوثرية بالولايات المتحدة الأمريكية.

كما عمل القس اليتيم كمساعد للأسقف ومدير الإرسالية الإنجيلية في سينودس فلوريدا-جزر البهاما

تم تعيينه مديرا تنفيذيا للخدمة والعدالة اعتبارا من 18 مارس 2024.

المسيحية الصهيونية خطر على المجتمع والكنيسة

رابط مصدر المقال