التخطي إلى المحتوى

خالد ميري يكتب: باريس والثانوية.. ما بين النجاح والفشل – كتاب الرأي



انتهى ماراثون أولمبياد باريس بفرحة كبيرة بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، فرحة لم ولن تُنسينا أنه حان وقت الحساب للاتحادات الفاشلة.

في نفس التوقيت كان إعلان نتيجة الثانوية العامة، حيث اختلطت دموع الفرحة والتفوق بدموع الفشل. لم تتغير العقلية، وما زال البحث عن كليات القمة المعروفة الهدف السامي للجميع.. رغم كل الحقائق عن التغييرات الكبيرة في سوق العمل وفرص المستقبل.. وبعدها فاجأنا وزير التربية والتعليم بالإعلان عن خطة جديدة لتغيير نظام الثانوية العامة، وبعدها أعلن عن خطط أيضا لتطوير الإعدادية والابتدائية.

الأحداث الساخنة حولنا تفور كل يوم، والعالم يحبس أنفاسه ترقبا لحرب عالمية أو إقليمية وأزمات اقتصاد وكساد لا ترحم أحدا، لكن المؤكد أن فرحتنا بإنجاز أبطال باريس أحمد الجندى وسارة سمير ومحمد السيد وصلت إلى القمر، الثلاثة رفعوا علم مصر عاليا في باريس، واختلطت دموع أفراحهم بدموع الشعب الذي يعشق النجاح ولا يريد لعلم بلده إلا أن يرتفع في عنان السماء، نجاحهم الكبير اختلط بفشل ذريع لاتحادات وعدتنا بالمجد ولم نقبض إلا على جمر الفشل.

ثنائية النجاح والفشل تكررت في نفس الوقت مع إعلان نتيجة الثانوية العامة، وبعدها الإعلان عن خطط تطوير مراحل التعليم المختلفة.

ثنائية النجاح والفشل خطفت قلوب كل المصريين، ولم يعُد لنا حديث إلا عن أيام باريس والثانوية العامة وتطوير التعليم.

الحقيقة أن إنجاز أولاد مصر الثلاثة في باريس يخطف القلب، والمكافآت – رغم زيادة قيمتها المادية – لا توازي نجاحهم الكبير ورفع علم مصر عالميا، هم شباب من نبت هذا الوطن تحدوا التحدي وحققوا النجاح، أثبتوا أنه لا مستحيل بالتخطيط والعلم والتمرين الجاد والعمل المتواصل، نجاحهم لم يكن صدفة، وسبقه مجهود وتعب كبير ودولة لم تقصر أو تبخل عليهم بما يحتاجونه.. الرئيس السيسي هنأ الأبطال، وهم يستحقون كل تقدير من رأس الدولة وزعيمها، وقرينة الرئيس شدّت على يد البطلة سارة وأم البطل أحمد وأم البطل محمد.. الدولة حاضرة لدعم شبابها في كل مناسبة وأي مكان.. الشباب في قلب هذا الوطن، وتمكينهم ورعايتهم أولوية لرئيس الجمهورية لا تقبل شكا.. وقريبا يلتقيهم الرئيس ليتم تكريمهم بما يستحقون بعد الإنجاز الكبير.

لكن النجاح الكبير لا يمكن أن يُنسينا اتحادات فشلت ولم تحقق ما وعدت به، هذا وقت الحساب بالورقة والقلم وعلى كل جنيه.. وأثق أن وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى لن يتأخر وسيُعلن النتائج على رؤوس الكافة، فلا مجاملة لأحد مهما كان، ولنا فيما حدث في قضية المرحوم أحمد رفعت العبرة والعظة.

ثنائية النجاح والفشل هى الأصل في حياتنا جميعا، فأيامنا تمضى بين الشهد والدموع والفرح والحزن.. هذه سُنة الحياة، لكن ما حدث بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة كشف حاجتنا لبذل مجهود ضخم لتغيير قناعات المصريين والشباب حول المستقبل وفرص العمل.. العالم يتغير ولا ينتظر أحداً، وكليات القمة يجب ألا تظل الحلم الكبير، هناك فرص أخرى وأكبر للنجاح، ويجب أن تلتفت إليها الأسر المصرية جيداً، وأن ينتبه لها الشباب مستقبل هذا الوطن وحاضره، أفكارنا يجب أن تتغير في عالم يتغير كل ساعة، وسوق عمل تعرف الجديد كل لحظة، وتهدد مهناً تاريخيّة بالاندثار.. التعليم غاية، وهو أيضاً وسيلة لكسب المعرفة وتوسيع الأفق والاستعداد لفرص العمل الجيدة، وعلينا أن نراجع أنفسنا قبل أن نختار كليات أولادنا.

وبذكر التغيير والتطوير نصل إلى ما يعلنه وزير التربية والتعليم كل يوم عن خطط تطوير الثانوية والإعدادية والابتدائية.. الجميع تفاجأ بخطط التطوير، لم يناقشها أحد ولم نعرف شيئاً عن أسبابها وفرص نجاحها، رغم أنها قضية تهم الشعب بأكمله، وما يجب أن يتحقق أولاً وما ننتظره جميعاً لنجاح فرص التطوير يجب أن يبدأ بتوفير فصول دراسية كافية بلا تكدس وأعداد كافية من المدرسين المؤهلين ومحتوى تعليمى يسابق العصر ويقدم إضافة حقيقية للطلاب.

وزير التربية والتعليم تحدّث شارحاً فلسفة التطوير وكيفية مواجهة نقص الفصول وعدم كفاية أعداد المدرسين.. ميراث ثقيل من سنوات طويلة مضت وتكاليف ضخمة نحتاجها لمواجهته، ورغم الزيادة السنوية الكبيرة فيما تنفقه الدولة على التعليم نظل في حاجة للمزيد.

تطوير التعليم منظومة متكاملة للدولة والمجتمع المدنى والشعب، ويجب أن نشارك فيه جميعاً.. هناك محاولات جادة لا تتوقف من الدولة، ويجب أن نمد أيدينا بالمساعدة.. وما أعلن عنه الوزير من خطط وبرامج فالأيام وحدها ستكون الحكم العدل وستكتب فصل الخطاب فيه.

مسك الختام:

بذلت مصر جهداً ضخماً في مفاوضات الدوحة مع الشركاء من قطر وأمريكا لمحاولة الوصول إلى السلام وإيقاف الحرب الصهيونية المجنونة على الأبرياء في غزة.. هى فرصة أخيرة وحقيقية للسلام الذى أصبح قريباً.. ونهاية هذا الأسبوع سنكون على موعد مع جولة ثانية وأخيرة بالقاهرة، وأملنا أن تنتهى المحادثات بالإعلان عن خطة السلام ووقف الحرب المسعورة.. القضية الفلسطينية في قلب وعقل مصر وحقن دماء الأشقاء أولويتنا التى لم ولن نحيد عنها.




خالد ميري يكتب: باريس والثانوية.. ما بين النجاح والفشل – كتاب الرأي

رابط مصدر المقال

الان الان الان الان الان الان الان الان الان الان الان الان الان الان الان الان الان الان الان الان ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ملعب ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش ماتش