التخطي إلى المحتوى

خط بارليف.. حصن انحنى أمام عبقرية المصريين

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

خط بارليف.. مع اقتراب ذكرى انتصار أكتوبر العظيم، تتجه الأنظار مرة أخرى إلى أحد أهم الرموز العسكرية التي ارتبطت بهذا الحدث التاريخي: خط بارليف. هذا الحصن الذي اعتبر لسنوات عائقًا منيعًا أمام القوات المسلحة المصرية، بات رمزًا للقوة والتحدي بعد أن تمكنت القوات المصرية من اختراقه وتحطيمه في غضون ساعات قليلة. 

فما هو خط بارليف؟ ولماذا كان يعتبر غير قابل للاختراق؟ وما هو سر تسميته؟ في هذا الموضوع، سنتناول إجابات هذه الأسئلة، مسلطين الضوء على واحد من أهم الإنجازات العسكرية في التاريخ الحديث.

أهمية خط بارليف التاريخية

خط بارليف

يعود تاريخ خط بارليف إلى فترة ما بعد حرب الاستنزاف في عام 1967، حين قامت إسرائيل ببناء هذا الحصن العسكري على طول الضفة الشرقية لقناة السويس، وكان الهدف من إنشاء الخط هو حماية الأراضي المحتلة من أي هجوم مصري محتمل، وذلك من خلال إقامة حصون دفاعية منيعة تعيق تقدم القوات المصرية وتمنعها من عبور القناة.

اعتبر خط بارليف واحدًا من أعظم التحصينات العسكرية في ذلك الوقت، إذ كان يمتد على طول 170 كم ويضم نحو 22 موقعًا دفاعيًا، وقد كان هذا الخط يحظى بتأييد دولي واسع، إذ أجمع الخبراء العسكريون على صعوبة، بل استحالة، اختراقه، ولم تقتصر أهمية الخط على طبيعته الدفاعية، بل كانت رمزية أيضًا، إذ رأى العدو الصهيوني في هذا الحصن ضمانة لعدم تكرار هزائمهم السابقة أمام القوات المصرية.

مواصفات خط بارليف

عبور خط بارليف

تميز خط بارليف بتصميمه الهندسي المعقد وقوته الدفاعية العالية، وتم بناءه من كتل خرسانية ضخمة ورمال مضغوطة، ما جعله يتحمل أي هجوم بري أو جوي، وبلغ ارتفاع الحصن نحو 25 مترًا، وتم توزيعه على 31 نقطة حصينة، كل منها تحتوي على أنظمة دفاعية تشمل حقول ألغام وخنادق متصلة بأسلاك شائكة وغرف تحت الأرض مجهزة بأسلحة متعددة من الرشاشات والبنادق، وكان الخط يحتوي على أنابيب تحت الأرض لضخ الوقود إلى قناة السويس، حيث يمكن إشعال النار فيها في حالة الهجوم، مما يجعل الاقتراب من القناة شبه مستحيل.

إضافة إلى ذلك، تم تجهيز الخط بمرابض للدبابات ومخازن للذخيرة محمية بأسلاك شائكة، وكانت النقاط الدفاعية تتصل ببعضها البعض عبر نظام اتصالات لاسلكي معزز، مما يسمح للجنود الإسرائيليين بالتواصل بسهولة في حالة الطوارئ.

سر تسمية خط بارليف

يعود اسم “خط بارليف” إلى الجنرال الإسرائيلي حاييم بارليف، الذي أشرف على بناء هذا الحصن بعد حرب الاستنزاف، وُلد بارليف في فيينا عام 1924، وانتقل إلى يوغوسلافيا قبل أن يهاجر إلى فلسطين في عام 1939. اشتهر بارليف بكونه من أبرز القادة العسكريين في إسرائيل خلال تلك الفترة، وترك بصمته في التخطيط الدفاعي للجيش الإسرائيلي. وكان بناء الخط جزءًا من استراتيجية إسرائيل لتعزيز دفاعاتها على طول قناة السويس.

كيف تم اختراق خط بارليف؟

رغم القوة الهائلة لخط بارليف وتأكيدات الخبراء العسكريين على استحالة اختراقه، إلا أن القوات المسلحة المصرية استطاعت بفضل عبقريتها وشجاعتها أن تحقق المستحيل، في السادس من أكتوبر عام 1973، بدأ الجيش المصري هجومًا مفاجئًا على الخط باستخدام خطة عبقرية، اعتمدت على أسلحة غير تقليدية، فقد لجأت القوات المصرية إلى استخدام مدافع المياه، التي تمكنت من تدمير الحاجز الترابي الضخم الذي شكل الجزء الأساسي من خط بارليف.

في غضون أقل من ساعتين، استطاعت القوات المصرية هدم حوالي 1500 متر مكعب من الرمال باستخدام تلك المدافع المائية، ما فتح الطريق أمام الجنود لعبور قناة السويس واقتحام الحصون الإسرائيلية. كان هذا الإنجاز العسكري بمثابة ضربة قاصمة لإسرائيل، وأكد للعالم أجمع أن الإرادة والتخطيط الجيد يمكن أن يتغلبا على أي عوائق مهما كانت عظيمة.

خط بارليف.. حصن انحنى أمام عبقرية المصريين

رابط مصدر المقال