التخطي إلى المحتوى

مصر تدين التصعيد الإسرائيلى وتدعو لاحترام سيادة لبنان.. وهدفنا الأساسى منع انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى فى حوار مع “البوابة نيوز”: 

 

مصر تدين التصعيد الإسرائيلى وتدعو لاحترام سيادة لبنان

 هدفنا الأساسى منع انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية

 

  حريصون على المطالبة بمقعد دائم فى مجلس الأمن لرفع الظلم عن أفريقيا  

 

 مصر تواصل جهودها لحفظ الأمن الإقليمى

 

 نؤكد ضرورة الالتزام بالقانون الدولي

وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى فى حوار مع “البوابة نيوز”

 

في ختام مشاركته المكثفة في اجتماعات الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى الرغم من جدول أعماله المزدحم الذي تجاوز ١٣٦ لقاءً ثنائيًا مع نظرائه وكبار المسئولين من مختلف الدول والمنظمات، خصّ وزير الخارجية، الدكتور بدر عبدالعاطي، -البوابة نيوز» بوقت ثمين لإجراء هذا الحوار الخاص، الذي تحدث فيه عن الصراعات الدائرة في المنطقة، وموقف مصر منها وجهودها المتواصلة لحفظ الأمن الإقليمي.
الدكتور عبد العاطي لا يتسم بكونه مجرد دبلوماسي ذي خبرة، بل يمتلك جذورًا ثقافية وإعلامية عميقة تضفي على حديثه لمسة من السهل الممتنع، شفافيته وتلقائيته سرعان ما تُبرز بُعد نظره وسرعة بديهته، فهو ينتمي إلى مدرسة دبلوماسية عريقة غرست في أعماق تاريخ مصر الحديث، وإلى نص الحوار..

■ بداية.. ما رؤيتكم لمستقبل المنطقة فى ظل التوتر الحالى خاصة بعد اغتيال حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبنانى وقيام إسرائيل بشن المزيد من الهجمات على عدة جبهات؟

– نحن نتابع ببالغ القلق التوتر المتصاعد وغير المبرر من الجانب الإسرائيلي، والتصعيد الذي لا يمكن قبوله بأي شكل، ندين هذا التصعيد بكل قوة لما يمثله من انتهاك صارخ لسيادة دولة عربية شقيقة، وهي لبنان، والتعدي على وحدتها وسلامة أراضيها. 
إن مصر حذرت مرارًا وتكرارًا من احتمالية تفاقم الأوضاع طالما استمر العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، فالمشكلة الأساسية تكمن في هذا العدوان، ومن هنا كان تركيزنا الكامل منصبًا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، بالإضافة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. نؤمن أن هذه الخطوة من شأنها تخفيف حدة التوتر في المنطقة، فما نشهده من تصعيد ما هو إلا أعراض جانبية لأصل الأزمة، ألا وهو العدوان المتواصل على غزة.

■ كيف ترى مصر الجهود المبذولة لمنع تصعيد الصراع في المنطقة؟

– الجهد المصري لن يتوقف، فنحن نواصل اتصالاتنا مع الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، واليابان، والدول الغربية، وكذلك مع أشقائنا وأصدقائنا في منطقة الشرق الأوسط. الهدف الأساسي هو منع انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة قد تكون لها تداعيات كارثية. 
نحن نخشى من تدخل أطراف أخرى في هذا الصراع، ما قد يؤدي إلى انفجار شامل في المنطقة، وهو أمر لا يخدم الأمن والاستقرار، لا في المنطقة ولا في العالم. لذلك سنواصل العمل بلا توقف من أجل وقف إطلاق النار، مع التركيز على عدم تشتيت الانتباه، كما يحاول بعض الأطراف الذين يرغبون في الهجوم على غزة وافتعال تصعيد لأسباب سياسية ضيقة. 
مرة أخرى، سنظل نضغط لمنع التصعيد، فالقانون الدولي يجب أن يطبق على الجميع، ولا يمكن أن تكون هناك دولة فوق القانون.

■ بماذا ترد مصر على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول قدرة إسرائيل على الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط؟

 

– نحن نؤكد مرة أخرى على أهمية الالتزام الكامل بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وكذلك مبادئ الأمم المتحدة، أي انتهاك لهذه المبادئ من شأنه أن يقود العالم إلى حالة من الفوضى تحكمها شريعة الغاب، وهذا ما نرفضه تمامًا.
لا توجد دولة محصنة من المسئولية، فهناك مسئولية جماعية على الجميع، ولا أحد فوق القانون، جميع الدول ملزمة بالامتثال لمبادئ القانون الدولي، ومن هنا تأتي أهمية دور المجتمع الدولي، مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة في ضمان تطبيق هذه المبادئ. 
كما نرى أن بعض الأطراف الغربية أحيانًا تتعامل بمعايير مزدوجة، وهذا أمر غير مقبول، ونحن نؤكد ضرورة وجود معيار واحد يتم تطبيقه على جميع الدول، خاصة في حال تمادت دولة معينة في انتهاك القانون الدولي.

■ ما موقف مصر تجاه جهود الوساطة للإفراج عن الرهائن في ظل التعنت الإسرائيلي، وهل هناك أمل في تحقيق تقدم في هذا الملف؟

– مصر، بالتعاون مع الأشقاء في قطر والأصدقاء في الولايات المتحدة، لن تتوقف عن بذل كل الجهود المخلصة للوصول إلى حل لهذا الملف الحساس، والهدف الأسمى في الوقت الراهن هو حقن دماء الأبرياء من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وتوصيل المساعدات الإنسانية. من غير المقبول في القرن الحادي والعشرين أن يتم استخدام التجويع كسلاح أو سياسة العقاب الجماعي، فهذا يمثل انتهاكًا صارخًا لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني، لذلك، سنستمر في هذه الجهود ولن نتوقف، بل سنعمل على تكثيف الضغوط واستخدام كل أدوات التأثير المتاحة لتحقيق هذا الهدف، ولا يمكن ترك الأمور لأهواء دولة أو شخص لجر المنطقة إلى حرب إقليمية تهدد الاستقرار والأمن، وتؤدي إلى انفجار شامل لا يخدم مصالح أي طرف.

■ وماذا عن موقف مصر بشأن جهود إعادة هيكلة الأمم المتحدة وتوسيع العضوية الدائمة في مجلس الأمن وإلى أين وصلت هذه المساعي؟

– مصر متمسكة تمامًا بهذا المسعى، وإذا كانت هناك جدية حقيقية لتحقيق هذه الخطوة، فيجب أن تتم حوكمة جميع المؤسسات الأممية، وعلى رأسها مجلس الأمن، الذي يتحمل المسئولية عن حفظ السلم والأمن الدوليين. الجهود مستمرة، والموقف المصري متطابق مع موقف أشقائنا في أفريقيا. نؤمن بضرورة رفع الظلم التاريخي عن القارة الأفريقية من خلال تخصيص ٤ مقاعد لها في مجلس الأمن، على أن تكون اثنين من هذه المقاعد دائمة، واثنين غير دائمة. هذا المطلب عادل ويستند إلى تحقيق التوازن الجغرافي والسياسي في المجلس، لضمان تمثيل عادل لأفريقيا في القرارات الدولية المهمة.

■ هل ستحرص مصر على المطالبة بمقعد دائم في مجلس الأمن بعد إعادة هيكلته؟

– نعم، مصر دولة أفريقية رئيسية وإقليمية ذات وزن كبير، ومن حقها أن يكون لها صوت قوي في المحافل الدولية. مصر تعتبر نفسها خير من يمثل أشقائها في أفريقيا وفي المنطقة العربية، وستعمل على تحقيق هذا التمثيل بشكل يعكس دورها الإقليمي والدولي، ويضمن تمثيلًا عادلًا لقضايا أفريقيا والمنطقة في مجلس الأمن.
 

مصر تدين التصعيد الإسرائيلى وتدعو لاحترام سيادة لبنان.. وهدفنا الأساسى منع انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية

رابط مصدر المقال